درعا تتحدى الضغوطات الداخلية والخارجية في معركة المنشية

بلدي نيوز - درعا (خاص)
فاجأت فصائل الثوار، النظام وميليشيات إيران بمعركة "الموت ولا المذلة" على حي المنشية بدرعا البلد، وذلك بعد اطمئنان النظام من عدم قدرة الثوار في الرد على أي قصف أو هجوم للنظام وميليشيات إيران، بسبب ضغوط إقليمية ودولية تُمارس عليهم.
واستطاعت معركة "الموت ولا المذلة" دحر قوات النظام من جزء واسع من حي المنشية بدرعا البلد، والسيطرة على كتل سكينة وحواجز استراتيجية عدة، منها حاجز أبو نجيب وكتلة النجار، كما تمكنت المعركة من إعادة الروح المعنوية في صفوف الثوار بدرعا، وكبح جماح قوات النظام حتى الآن في حي المنشية.
مصدر إعلامي من غرفة البنيان المرصوص -التي تدير المعركة- يقول لبلدي نيوز "إن قرار المعركة أتى من أبناء درعا وحدهم دون أي تدخل من أي طرف نهائياً، فلم تخضع غرفة البنيان المرصوص لأي تدخلات داخلية او خارجية".
وأوضح المصدر "ليس للمعركة توجهات سياسية، فهي معركة شعبية من نبض الشارع، لرفع معنويات الثوار وحاضنتهم الشعبية".
وأضاف المصدر "تشارك في معركة الموت ولا المذلة كامل التشكيلات العسكرية العاملة ضمن غرفة عمليات البنيان المرصوص، من فصائل الجيش السوري الحر وبعض الفصائل الإسلامية"، مشيرا إلى أن "غالبية المشاركين هم من أبناء مدينة درعا والذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات النظام الهمجية من القصف والاستهداف اليومي لمدينتهم".
وتهدف المعركة، بحسب المصدر، "لإبعاد النظام عن معبر جمرك درعا القديم بسبب أهميته الاستراتيجية، وقربه من الطريق الواصل بين ريفي درعا الشرقي والغربي، الأمر الذي يجعل من يسيطر عليه متحكماً بهذا الطريق الحيوي والحساس".
وأكد المصدر أن الحملة الهمجية والتصعيد العسكري الكبير من قبل النظام، على الأحياء السكنية المحررة بمدينة درعا وقصفها بشكل يومي بصواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة، أدى لنزوح أكثر من 1500 عائلة من مدينة درعا نحو السهول المحيطة، وتأتي هذه المعركة لإبعاد خطر النظام وتأمين الاحياء المدنية.
يبدو أن الضغوط الإقليمية لم تجد لها موطئ قدم تمنع فيه قيام هذه المعركة على تلك الجبهة الحساسة والمهمة لمختلف الأطراف من النظام إلى الداعمين ففصائل الثوار، وسط آمال كبيرة من قبل المدنيين لتعود البوصلة الثورية نحو النظام بعد أشهر على جمود الجبهات وإفشال المعارك، التي انطلقت في عدة مواقع بريف درعا.