بلدي نيوز – إدلب (محمد وليد جبس)
قبل أن يجف حبر اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار الذي وُقع في "أستانا" أمس الاثنين، قام "الضامن" الروسي ومهندس الاتفاق، اليوم الثلاثاء وبتنسيق مع طيران التحالف بخرق الاتفاقية عبر قصف أحياء سكنية مدنية في مدينة إدلب وراح ضحيتها أكثر من 30 شهيداً من المدنيين جلهم من الأطفال والنساء. فما هي خيارات المعارضة المسلحة للرد وحماية المدنيين واين وكيف يمكن أن يكون الرد؟
قادة عسكريون أجابوا عن تساؤلات بلدي نيوز التي حملت مخاوف مئات الآلاف من أهالي إدلب والمهجرين إليها، فقال قائد "لواء صلاح الدين" التابع لصقور الشام، "نضال النسر" في تصريح خاص لبلدي نيوز: "لقد استغل النظام الأسدي المجرم ومعه حلفاؤه من الروس والروافض الإيرانيين تلك الأحداث المخجلة من الاقتتال بين الفصائل في الشمال المحرر وخاصة في إدلب وريفها وقاموا بقصف مدينة إدلب ما أدى لوقوع مجزرة من أفظع وأبشع المجازر، ولكي يشارك ويعمل على تأجيج الفتنة بين الفصائل المختلفة وغير المتوافقة أصلا على موضوع الهدنة، وردا على مؤتمر أستانة لكي يعطي مبرراً للذين ينتقدون هذه الهدنة ويكيلون الاتهامات لمن حضر أستانة، وقام بتوقيع الهدنة وليثبتوا للحاضنة الشعبية بأن رأيهم صواب وأن الهدن مع من لا عهد لهم ولا ذمة ولا ميثاق كان خطأ كبيرا. فنقول ليست الفصائل هي المسؤولة عن غدر الغادرين بل هذا إثبات واضح على كذب وغدر النظام المجرم وكفلائه من الروس وغيرهم ممن دعى ورعى مؤتمر الأستانة"، ووجه قائد الفصيل دعوة "إلى كل دول العالم لتحمل مسؤولياتها والتدخل لحماية المدنيين العزل ووقف إبادتهم وإلا ستشهد إدلب والمناطق المحررة مجازر مماثلة وإبادة جماعية"، مشيراً إلى أن النظام قام بتهجير السوريين وتجميعهم في إدلب ليقوم بقصفهم وقتلهم تحت مسمى "الإرهاب" في الوقت الذي يمارس فيه النظام أعتى أنواع الإرهاب والإجرام مدعوما من حلفائه الروس وإيران وأمام مرأى ومسمع كل دول العالم، وفق تعبيره.
كم ناشد "النسر" جميع "الإخوة بالفصائل المجاهدة التخلي عن ما هو خلاف داخلي بين الإخوة والأشقاء والتوجه إلى الجبهات عبر غرفة عمليات عسكرية وتنسيق عالي المستوى للرد على إجرام النظام وحلفائه".
بدوره "عقبة الباشي" أحد القادة العسكريين في "فيلق الشام" قال لبلدي نيوز: "أولاً: يمكن حماية إدلب بتوحيد الفصائل ولكن يجب أن يكون التوحد بشكل سليم وصحيح يعني أن يكون معتمدا على أسس تشاركية حقيقية ويجب تحييد المدن والبلدات من الفصائل العسكرية وتسليم إدارة المدينة إلى إدراة مدنية منتخبة من المدنيين وتسخر كل الموارد والقوة البشرية بشكل عادل بين الجميع دون استثناء".
وأردف "الباشي": "بعد ذلك تجهيز العدة والعتاد لعمل عسكري سريع وتكون الوجهة أما الساحل أو حماة وإذا فكرنا برد سريع فلا نجد أمامنا إلا مواقع قوات النظام وثكناته العسكرية في حمص أو حماة أو الساحل، أما إذا بقيت حال الساحة على ما هو عليه من حالات الصراع من منطقة إلى أخرى فالبغض والثأر والدماء، وهذا يعني أن نترحم على ثورة سقيت بدماء مئات الألوف من الأبطال، وسيكتب التاريخ عن أبطال سطروا البطولات ويكتب التاريخ عن أناس خانوا الله ورسوله والناس". وفق تعبير القائد الميداني.
يذكر أن طائرات روسية بالتعاون مع طائرات التحالف الدولي وصواريخ بالستية أطلقت من بوارج حربية روسية، ارتكبت مجزرة فجر اليوم الثلاثاء في مدينة إدلب راح ضحيتها أكثر من 30 شهيدا جلهم من الأطفال والنساء.
