بلدي نيوز - درعا (حذيفة حلاوة)
يُعاني معظم الأطفال من مختلف الأعمار في محافظة درعا، من سوء الواقع التعليمي منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، بسبب القصف المستمر والنزوح المتكرر، وضعف الإمكانيات المادية للطلاب والمؤسسات التعليمية المعنية.
واقع تعليمي أسود، ينذر بكارثة مستقبلية كبيرة في سوريا عموماً، وفي درعا على وجه الخصوص، كارثة ستكون الأقسى على السوريين، من أي مصيبة حلت بهم خلال السنوات الست الماضية، وفق القائمين على العملية التربوية في درعا.
يقول السيد "حسام أبو فاروق" وهو مدير المكتب التربوي في المجلس المحلي لمدينة درعا لبلدي نيوز "من أهم الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية في مدينة درعا هي القصف المتواصل من قبل قوات النظام، واستهداف المدارس والمنشآت بشكل عام، ما يمنع الأهالي من إرسال أطفالهم إلى تلك المدارس خوفاً من الإصابة من القصف أو الموت".
يضيف أبو فاروق "تعمد قوات النظام لاستهداف المراكز التعليمية، عن طريق القصف المدفعي والصاروخي، واستهداف من نوع آخر يتجسد بفصل الكوادر من المعلمين والمعلمات، واعتقالهم بسبب تأييدهم للثورة السورية، وفي أفضل الأحوال يحرمهم النظام من مرتباتهم دون سبب قانوني مقنع".
وأشار مدير المكتب التربوي في درعا إلى أن هناك العديد من الطلاب في المناطق المحررة لا يملكون الأوراق الثبوتية والشخصية، ولا يستطيعون الحصول عليها خوفاً من دخولهم إلى مناطق النظام، الذي لا يتوانى عن اعتقال أحد.
ويضيف "لاحظنا في الأشهر الأخيرة، دخول عدة منظمات للنشاط التعليمي، وتم افتتاح العديد من المدارس، دفعاً لعجلة التعليم المتوقفة في المنطقة، وهذا أمر جيد".
يتابع حسام أبو فاروق "لدينا اليوم ثلاث منظمات تعمل بشكل واسع، في المجال التعليمي، وهي منظمات "أورانتس، وغصن الزيتون، ومنظمة سيف تشيلدرين (أنقذوا الأطفال)، فهذه المنظمات تطبق برامج للتعليم الذاتي، لإنقاذ المتسربين من الطلاب وإنقاذ الطلاب الضعفاء، الذين لم يتلقوا الحد الأدنى من التعليم".
أما عن عدد المدارس الثورية في محافظة درعا؛ فهي تتجاوز الستين مدرسة، بحسب أبو فاروق، حيث تضم مدينة درعا لوحدها نحو 11 مدرسة بينها ثانوية للذكور وثانوية للإناث أيضاً، وتستقبل عدداً كبيراً من الطلاب لجميع المراحل من الابتدائي وحتى مراحل الثانوية".
يُذكر أن هناك العديد من المدارس في درعا، افتتحها الأهالي في البيوت أو المداجن والأماكن المخصصة لحفظ الأعلاف، هرباً من قصف قوات النظام، فضلاً عن المدارس التي افتتحت في المخيمات.