بلدي نيوز – (منى علي)
قال مسؤول فرنسي رفيع لصحيفة "الحياة" إن أولويات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي "إزالة داعش" تزامناً مع إخراج إيران وذراعها "حزب الله" من سوريا، وهو ما استنتجه المسؤول الفرنسي من محادثات مع مسؤولين في الأمن القومي الأميركي في واشنطن تركزت على سوريا والرقة تحديداً.
وقال المسؤول إن لدى خبراء الأمن القومي في إدارة الرئيس دونالد ترامب التوجّه ذاته للرئيس السابق باراك أوباما إزاء الرقة، لكنهم يضيفون "الهاجس الإيراني" إلى سياستهم السورية.
مضيفاً أن "الأولوية (لإدارة ترامب) هي تقليص تأثير إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية في سورية".
وقال المسؤول إن هذا "طمأن باريس" لأن إدارة أوباما كانت مستعدة لصفقة حول سوريا مع تكريس التأثير الإيراني فيها، وأن الإدارة الجديدة ستبحث عن اتفاق مع موسكو يتركز على "تقليص التأثير الإيراني في سوريا حتى مع القبول ببقاء بشار الأسد (لفترة انتقالية)".
الأمر ذاته سيبعث على ما هو أبعد من الطمأنينة لدول إقليمية مؤثرة، مثل السعودية وبعض دول الخليج وكذلك تركيا، وهم جميعاً يرون في الوجود الإيراني بسوريا احتلالاً مباشراً وتهديداً للمنطقة بأسرها، فإيران تغزو أربع دول عربية هي (سوريا ولبنان واليمن والبحرين)، ضمن مشروعها السياسي الهادف إلى "تصدير ثورتها الإسلامية" (الطائفية)، ولم تخفِ الأردن والسودان ودول الخليج مخاوفها تلك، بل حذرت وما زالت من خطر ابتلاع تلك الدول من قبل إيران التي تجاوزت طموحاتها (الهلال الشيعي)، ما اضطر "التحالف العربي" للدخول في مواجهة شبه مباشرة معها في اليمن حيث تقاتل ميليشياتها هناك الحكومة الشرعية لتسيطر على الحكم.
وبدا ترامب عدواً غير عادي وأبعد ما يكون عن كونه عدواً (إعلامياً) لنظام طهران، فسارع إلى فرض عقوبات قاسية عليها، وقال وزير دفاعه إنها "مصدر الإرهاب في العالم"، وجاهر ترامب بأنه يريد طرد إيران من العراق الذي تسيطر على قراره ومقدراته الاقتصادية، فالصراع هنا سيكون على نفط العراق الذي لا يبدو أن ترامب سيتخلى عنه مهما كلف الأمر، وبالتالي فإن طرد إيران من العراق يعني بالضرورة طردها من سوريا وإشغالها بملفات داخلية تتحول وفقها من الهجوم إلى الانكماش والدفاع.
ولكن كيف ستكون آليات طرد إيران من سوريا، وهي التي تسيطر من خلال أذرع ميليشياوية أخطبوطية على مناطق استراتيجية في دمشق وريفها وحمص وحدود لبنان وصولاً إلى حلب؟
الصحفي السوري "إياد عيسى" رئيس تحرير موقع "الغراب"، قال لبلدي نيوز إنه "ثمة طرح يتم تداوله في حلقة ضيقة جداً عن سيناريو حرب طويلة في المنطقة تبدأ من سوريا و(مناطقها الآمنة) في الشمال والجنوب، لتنتقل إلى لبنان، وتطال حزب الله، وهي حرب شبيهة بما حدث عام 1982 في الغزو الإسرائيلي في لبنان لتقليم بندقية منظمة التحرير الفلسطينية، مع فارق أن الهدف اليوم هو ليس البندقية الإيرانية فقط، إنما دورها وتدخلها في عموم المنطقة، وهو ما جرى بحثه هاتفياً بين الرئيس ترامب والملك عبد الله بن عبد العزيز" .
موقع "ديبكا" الإسرائيلي، المقرب من دوائر المخابرات، قال في تقرير له إن إخراج إيران و"حزب الله" من سوريا هو أمر محسوم بالنسبة لترامب، وهي مسألة وقت فقط، وهو ما صرح به وزير الخارجية الأمريكية الجديد ريكس تيلرسون مؤخراً، حين قال بأن تصفية إيران ووكلائها في منطقة الشرق الأوسط، ليست سوى مسألة وقت لا أكثر.