بلدي نيوز - ريف دمشف (جواد الزبداني)
يفضل "محمد عبدالله" أن يسكن وأطفاله لدى والديه العجوزين في منزله، كي يهدم منزل العائلة ويسحب دعائمه الخشبية ليستعملها للتدفئة بعد نفاد الأثاث الذي يستطيعون إشعاله، أما الآن فلا بد من التضحية بالمنزل القديم المكون من خشب وقش، حاله كحال عشرات المنازل في مضايا التي يهدمها السكان ليستخدموا الأخشاب المبنية منها للتدفئة.
يقول محمد لبلدي نيوز "الآن وصلنا لآخر رمق وهو منزل عائلتي الذي تربيت وولدت فيه، ولدي خياران كلاهما مر، فإما أن أرى أطفالي ووالدي يعانون من البرد الشديد، أو أن أهدم منزل عائلتي وهذا ليس بالأمر السهل بالنسبة لنا، فهو منزل العائلة الذي بناه والدي بيديه برفقة والده".
ويكمل محمد "الآن أنا أستطيع الشعور بقيمة الحزن والإحباط الذي يتملك أمي التي لطالما كان يمثل لها رائحة أخي الشهيد وغرفته وثيابه وذكرياته، ونحن الآن نحاول أن نسحب الدعائم من المنزل دون تهديم غرفة أخي الشهيد رفقا بأمي التي تكاد أن تموت حزنا على هذا الفعل".
وتعد مضايا من البلدات الجبلية الباردة جدا، فالعواصف تجتاحها لمدة 5 أشهر تقريبا في العام، ويلجأ الأهالي بعد عامين من الحصار إلى حرق الثياب والمواد البلاستيكية وبعض الأخشاب لتأمين التدفئة، وذلك بعد قيام ميليشيات حزب الله اللبناني بإحراق البساتين القريبة من حواجزه وتلغيم المنطقة القريبة منه ومنع الأهالي من الاحتطاب هناك.
ويبدو أن هذا العام ستخسر بلدة مضايا منازلها الأثرية التي لها محبة كبيرة عند أهاليها، لا سيما الكبار في السن منهم فهي تمثل لهم ذكرياتهم ومنازل عاشوا بها وهي الآن لا تتعدى أن تكون كمية حطب للتدفئة لديهم ليحرقوها مع البكاء على ذكرى تحملها بالنسبة لهم.