بلدي نيوز – حلب (عبد الكريم الحلبي)
تستخدم حكومة النظام المياه كسلاح ضد المدنيين في حلب منذ نحو ثلاث سنوات، بهدف الحصول على المال تارة، وتارة أخرى لتحقيق أهداف عسكرية على الأرض، خلال تواجد الثوار في الأحياء الشرقية، لتستمر بالتلاعب بحاجات المدنيين، بعد إعادة سيطرتها على المدينة.
فمنذ بدء الثورة في مدينة حلب، تم حرمان الشعب من المياه، والتي تعد الوسيلة الأهم في حياة الإنسان، فالمياه أصبحت بعد دخول النظام لمدينة حلب فضيحة للمافيا التي تسرق مئات الملايين وسط صمت مخزٍ من حكومة الأسد.
وكان صرح مدير مؤسسة المياه التابعة للنظام في حلب، أمس على إذاعة (شام إف إم) "أن المياه تصل إلى بيوت الحلبيين عن طريق توزيع الصهاريج مجانا على المدنيين"، كما أفادت الصفحات الموالية للنظام بأنها سوف تكشف هذه الحقائق الآن، ولأول مرة في تفاصيل "رهيبة" وأرقام وأسماء "المافيات" التي تعمل على منع إيجاد حل لمأساة المياه بحلب، وتمنع وصول المياه للحلبيين من الآبار بالتزامن مع قطع المياه عن حلب من قبل تنظيم "الدولة" من محطة "الخفسة" بريف حلب الشرقي.
وفي سياق ذلك، تتحدث الصفحات أنه تم إعلان منظمة اليونيسف عن تكفلها بحفر آبار وربطها بشبكة المياه، ولكن فجأة توقف المشروع، بسبب دخول تاجر يدعى "علي الخطيب" كمتعهد لاستكمال مشروع ربط الآبار بالشبكة، وعند دخوله تغير المشروع وأصبح تعبئة الخزانات والصهاريج وإيصالها إلى المؤسسات والمنشآت الحكومية مقابل ٧٥٠٠ ل.س عن كل صهريج، وعدد تلك الصهاريج التي يملكها مع التي قام باستئجارها يقارب الـ50 صهريجاً، وكل حمولة صهريج مياه يصل إلى أحد المنشآت والخزانات يقبض عليها علي الخطيب 7500 ليرة وكل صهريج يحمل يوميآ 7 حمولات.
وبحسبة بسيطة يحصل "الخطيب" ومن معه من شركاء على مبلغ مليونين و600 ألف ليرة بشكل يومي، وهنا تتساءل الصفحات ساخرة: "هل هناك أحد لا يعرف الآن لماذا المياه مقطوعة عن مدينة حلب؟".
هذه هي حلب بعد عودة النظام إليها، فالشح الذي يعاني منه الأهالي والنقص الحاد من المياه والكهرباء والسرقات والنصب وغيرها بات حديث اليوم وكل يوم.