ترامب وتنظيم "الدولة".. الاستثمار الرابح في "الإرهاب" - It's Over 9000!

ترامب وتنظيم "الدولة".. الاستثمار الرابح في "الإرهاب"

بلدي نيوز – (منى علي)

اتفق الرئيسان الأمريكي والروسي في أول مكالمة هاتفية بينهما أمس السبت، على "تنسيق هزيمة داعش والإرهاب في سوريا"، ولم تورد كل وكالات الأنباء التي نقلت تفاصيل المكالمة أي تفصيل يتعلق بمستقبل سوريا السياسي أو النظام أو المعارضة. وهو ما يتناسب مع تصريحات ووعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد أثناء حملته الانتخابية وفي خطاب تنصيبه بـ"اجتثاث تنظيم الدولة والإرهاب الإسلامي من على وجه الأرض". ولا يبدو أن الرجل معني بغير ذلك في الملف السوري، ما قد يعني تفرد روسيا المطلق بصياغة الحل وفرضه بالقوة، وهو ما تعمل عليه منذ تدخلها العسكري في سوريا خريف عام 2015، وبرنامجها السياسي ما بعد إخراج المعارضة من حلب.

وبعد توقيعه قرارا يقضي بمنع السوريين من دخول الولايات المتحدة، وحديثه الغامض عن مناطق آمنة داخل سوريا وفي الجوار، اقتصر حديث ترامب مع بوتين في أول اتصال بينهما على "تنسيق الأعمال لهزيمة داعش والإرهاب" في سوريا، فهل يعني ذلك تخليا أمريكيا كاملا عن الملف السوري وتسليم مفاتيحه لروسيا؟.. ولماذا لم يتطرق ترامب للإرهاب المتمثل بعشرات الميليشيات الطائفية الأجنبية التي تنشر الرعب والإرهاب في سوريا بدعم وتمويل إيراني؟.. هل وقع ترامب في فخ "داعش" وأراد أن يكون بطلا من بوابة القضاء عليها؟

الباحث والكاتب السياسي السوري د.عبد القادر منلا أجاب على التساؤلات عائداً بالذاكرة إلى الخلف قليلا للتذكير بحصيلة المواقف الأمريكية وتأثيرها على مسار الملف السوري: "كان علينا -منذ الفيتو الأمريكي الأول الذي حمى عصابة الأسد- أن نقرأ الواقع بعين أبعد وأعمق.. أقول الفيتو الأمريكي، وهو ليس خطأ مطبعياً أو هفوة تعبير، بل حقيقة تؤكدها كل المآلات التي وصلت إليها الحال، ليس في سورية وحدها بل في كل بلدان الربيع العربي.. لم تكن روسيا لتجرؤ على استخدام حق الفيتو، "العراق وليبيا كانا شاهدي إثبات"، لن أقول لولا الضوء الأخضر الأمريكي، بل لولا الطلب الأمريكي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولم تكن أمريكا عاجزة عن القفز فوق الفيتو الروسي -كما فعلت في مرات سابقة- لو كان لديها إرادة في إيقاف مسلسل الإجرام وطي صفحة السفاح بشار".
فأياً تكن القوة الروسية، فهي لا تزال قزماً أمام القوة الأمريكية، ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتردي في روسيا، وفق الكاتب "منلا"، الذي أضاف في حديثه لبلدي نيوز: "لقد وجدت كل من أمريكا وإسرائيل في تعنت بشار الأسد خير استثمار لإشعال المنطقة بحروب يمكن أن تمتد لسنوات طوال، فقدمتا الدعم الكامل لتلك الفكرة، وعملتا بكل ما لديهما من مكر ودهاء على تقوية المعارضة المسلحة ومنع سقوط النظام في آن واحد، وسهلتا دخول إيران وحزب الله، وصولاً إلى تسهيل دخول روسيا".
وعبر الباحث والكاتب السوري "عبد القادر منلا" عن اعتقاده بأن "المشروع الأمريكي بات واضحاً تماماً ويتمثل في إغراق خصوم أمريكا الحقيقيين والمحتملين، واستدراج الخصم التقليدي الأهم (روسيا) الذي وقف على قدميه -بالمقارنة بفترة ما بعد البيروسترويكا وتفكك الاتحاد السوفييتي- إلى منطقة الالتهابات، ولا مانع لديها بإلهاء الدب الروسي برقصة طويلة تجعله في النهاية يترنح ويعاود السقوط مجددا في الوقت الذي تحدد فيه أمريكا لحظة إطفاء أضواء المرقص".
وزاد: "قرار الولايات المتحدة لم يكن ولن يكون الانسحاب من الملف السوري، بل المحافظة على الدور الأساسي فيه عبر إدارته عن بعد من بوابة "داعش"، ولتبقي الروسي مجرد أداة تتحكم بها عبر الريموت"..
وعن كيفية إدارة الرئيس الجديد للملف السوري، قال "منلا": "بالنسبة لترامب، هو بالتأكيد جاء لإكمال دور أوباما وليس للسير في عكس اتجاهه، وإن بدا الأمر كذلك فوق الطاولة، ترامب ليس صاحب القرار في الولايات المتحدة، ولم يكن أوباما أيضاً صاحب قرار، فالرئيس الأمريكي ينفذ أجندات ومخططات طويلة الأجل تضعها الحلقة الأقوى التي ترسم السياسة الأمريكية، وأظن أن المشروع الذي ينفذه ترامب اليوم هو شطر العالم إلى (فسطاطين): شرق وغرب."
وختم "منلا" حديثه بالقول: "أعتقد أن الجميع وقع في الفخ الأمريكي، بمن فيهم الرئيس الأمريكي ذاته، وطالما بقيت شماعة داعش موجودة، فسيعلق الجميع خططهم القذرة عليها".

وتبقى "مكافحة الإرهاب" ورموزه، العنوان السحري للبطولات والانتهاكات وتسويغ القفز فوق القوانين الدولية والأعراف، هذا ما لمسه العالم من الولايات المتحدة تحديداً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، والتي غدت حدثاً مفصليا فارقاً في تاريخ العالم كله، فقد وُقع قرار إعدام "صدام حسين" بعد ذلك التاريخ بيوم واحد من قبل الرئيس الأمريكي كما قالت الصحافة الأمريكية، وظل ذلك الحدث ساري المفعول لا يموت بالتقادم، حتى أمكن لواشنطن استثماره سياسيا واقتصاديا أواخر العام 2016 بعد 15 عاماً على انقضائه، بتمرير قانون "جاستا" الذي يفتح الباب واسعاً لسرقة اقتصادات دول بأكملها، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي استهدفها القانون من دون أن يسميها، ليعود ترامب ويؤكد أن على دول الخليج أن تدفع لواشنطن مقابل الحماية! وهو ما يعطي مؤشرات كافية على أن رواية تنظيم "الدولة" لن تكتفي بفصل واحد أو عدة فصول، وربما تسبق "باب الحارة" في اختلاق "الأبطال" وتغييبهم وفق رغبات "المخرج" ترامب!.

 

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//