بلدي نيوز – إدلب (خاص)
أصدرت "جبهة فتح الشام"، اليوم السبت، بياناً ردت فيه على حركة أحرار الشام التي قالت في بيانها أنها أبلغت "فتح الشام بأن الحل الوحيد هو احتواء الفصائل بدلاً من قتالها، كما جاء في البيان تأكيد "فتح الشام" على وقف إطلاق النار بين الفصائل.
وقال البيان: "بعد ستة أعوام من ثورتنا المباركة، دخلت الساحة الشامية في حالة ترهل عسكري وتشتت سياسي، نتيجة لأسباب عديدة سبق ذكرها، ومن أبرزها عدم تحمل مسؤولية المعركة التي يخوضها أهل الشام، من بيع وتضييع لثمرة تلك التضحيات في الخارج بصورة مهينة، بالإضافة إلى تآمر البعض على قوة (المجاهدين) وشوكتهم كورقة مساومة ضمن أوراق السياسة، الأمر الذي دفعنا للمطالبة بترتيب الصف الداخلي والخارجي حتى نعيد مسار الثورة إلى طريقها الصحيح، وتحقيق أهدافها بإسقاط النظام".
وتابع البيان، "ومنذ تحركنا الأخير في هذا الاتجاه، ونحن حريصون كل الحرص على عدم إراقة الدماء المعصومة وقد كان ذلك واضحاً جلياً في توصياتنا الشديدة لأفرادنا وجنودنا".
ونفى البيان، أن فتح الشام أبلغت حركة أحرار الشام بأن حل الوضع الحالي يكون احتواء للفصائل، ولن يكون هذا حلاً واقعياً للمشكلة والأحداث التي يمرون بها اليوم، حيث أن المشكلة لدى فتح الشام ليست في وجود تلك الفصائل من عدمها.
ونوه البيان، إلى أن الحل الصحيح الذي تراه –فتح الشام- وفقاً لمعطيات الساحة، هو توحيد قرار السلم والحرب ككل، ووضع المقدرات المادية والبشرية تحت قيادة سياسية وعسكرية موحدة، تذوب فيها أغلب فصائل والتجمعات في كيان حقيقي واحد وتحت أمير واحد، ضمن جدول زمني يتناسب مع وضع الساحة، وضوابط وأليات تضبط جديته وتحقيقه على الأرض، في ظل متابعة وعناية من في الساحة من أهل العلم الكرام الذين شهد لهم بالعلم والفضل والدراية بالواقع.
وأشار البيان، إلى أن اجتماعات قد جرت مؤخراً مع بعض المشايخ المستقلين وعدد من بعض الفصائل المجاهدة، ونتج عن هذه اللقاءات تأكيد لوقف إطلاق النار، ونقاش حول إيجاد حلول جذرية تحفظ الثورة والجهاد، وتحمي أهلنا وتدافع عنهم، وفق فتح الشام.
وكانت حركة أحرار الشام طرحت، مبادرة لوقف القتال الدائر بين الفصائل، بعد مواصلة "جبهة فتح الشام" حشد الأرتال وحصار الفصائل التي أعلنت انضمامها لحركة أحررا الشام، في محاولة لإنقاذ الساحة والثورة.
وتضمنت المبادرة عرضاً من حركة أحرار الشام لوقف جميع أشكال التحشيد العسكري والاقتتال في جميع المناطق على الفور، على أن يتم العمل الفوري على احتواء جميع عناصر الفصائل المنضمة للحركة حديثا، ودمجهم داخل مكونات الحركة بشكل كامل، على نحو يحفظ المخزون البشري لهؤلاء الثوار الشرفاء من حصول ردات الفعل والتسرب، كما يمنع بقاء التكتلات وعودة الشتات.
كما دعت مبادرة أحرار الشام للقبول بالمبادرة التي طرحها على الحركة بالأمس عدد من أهل العلم، وتنص على دعوة قادة الفصائل الموجودة حاليا في الشمال السوري إلى اجتماع عاجل خلال 48 ساعة يتمخض عنه قيادة موحدة للمناطق المحررة تتمثل بالاتي: "مجلس شورى أعلى من قادة الفصائل وأهل العلم، وتمثيل سياسي موحد، وقيادة عسكرية موحدة، ومرجعية شرعية موحدة، وقضاء موحد.
وتتولى هذه المؤسسات الإدارة الكاملة لهذه المرحلة الأصعب من عمر الثورة، ويقوم عملها على "التمسك بحبل الله وشرعه ومحاربة الغلو والتفريط، ومراعاة الاختيارات الشرعية المناسبة لحال الشعب وظروفه"، كما يعمل مجلس الشورى المشكل على إزالة العقبات وردم الفجوات التي أحدثتها الاعتداءات الأخيرة وغيرها، ليتوج عمله بإعلان اندماج كامل للساحة خلال فترة زمنية وجيزة جدا يقوم المجلس بتحديدها.
كما يتضمن الاتفاق مع "فتح الشام" تشكيل محكمة شرعية فورا، تبدأ جلساتها حين الاتفاق عليها، للنظر في أي خصومات أو دماء أو حقوق مدعاة على الجبهة من التشكيلات التي تم ضمها للحركة.
وأشار البيان إلى أن استمرار الجبهة في تحشيدها العسكري وتسييرها للأرتال والهجوم على مقرات الحركة في جبل الزاوية وغيرها، ورفضها للمبادرة المطروحة، فإن الحركة "ستبدأ في رد الصيال على دماء عناصرها ومقراتها، وسيكون وزر ذلك وكفله وتبعاته على الجبهة حيث تسببت بهذا الحال".
وذكر البيان أنه "بعد الاعتداءات الأخيرة التي شهدها الشمال السوري من قبل جهة (فتح الشام) على بقية الفصائل المجاهدة، سارعت حركة أحرار الشام في نشر قواتها لإيقاف الاقتتال والفصل بين الحشود العسكرية حرصا منها على حقن دماء الجميع، ولما بلغنا استعداد (فتح الشام) لوقف هجومها على الفصائل حال إعلانها حل نفسها والانضمام للحركة لسارعنا في قبول انضمامهم تجنيبا للساحة من قتال مرير لن ينتهي قبل سفك نهر من الدماء المعصومة التي لن تستنزف سوى الخزان السني، ولن ينتصر فيها سوى بشار وأعوانه".
في الغضون، أفاد مراسل بلدي نيوز في إدلب بأن اشتباكات تدور في جبل الزاوية بين "فتح الشام" وعدد من الفصائل التي انضمت لحركة أحرار الشام، في وقت توجه رتل لجبهة فتح الشام من مدينتي سلقين وحارم إلى بابسقا قرب باب الهوى.