بلدي نيوز - حمص (ميار حيدر)
اقترب تنظيم "الدولة" من قطع الأوتوستراد الرئيسي الرابط بين محافظتي دمشق وحمص، بعد تمكنه من بسط سيطرته أمس الأحد على بلدة "مهين" الاستراتيجية بريف حمص الشرقي، إذ إن التنظيم دخل البلدة بعد هجومين متزامنين بواسطة سيارات مفخخة، أعقبهما اشتباكات عنيفة مع قوات النظام والميليشيات الموالية له رجحت فيها الكفة لصالح التنظيم.
سيطرة تنظيم "الدولة" على بلدة "مهين" أعطته مكاسب جغرافية بالغة الأهمية جغرافياً وعسكرياً، حيث تحوي البلدة على ثاني أكبر مستودعات الأسلحة والذخائر في سوريا، ووفقاً لمراقبين فإن تنظيم "الدولة" في حال تمكن من السيطرة على صدد المجاورة لمهين، فإنه سيقترب بشكل كبير من دخول بلدتي حسياء، والقارة التي ستمكنه من قطع طريق دمشق - حمص الدولي.
كما تقرّب سيطرة التنظيم على بلدتي مهين وصدد من فتح طريق نحو القلمون والقصير، وهو يعني اقتراب المواجهات بين تنظيم "الدولة" و"حزب الله" اللبناني في جبال القلمون في القادم من الأيام في حال نجحت مخططات التنظيم في التقدم.
وتعد بلدتي "مهين وصدد" من أقرب البلدات على مدينة القريتين ذات الغالبية المسيحية، التي فرض تنظيم الدولة سيطرته عليها بداية آب/ أغسطس الماضي.
كما تعري سيطرة التنظيم على مناطق جديدة في وسط سورية ادعاءات موسكو أنها تقاتل وتستهدف تنظيم "الدولة"، الذي لم يتعرض لقصف الطائرات الروسية سوى تلك التي قتلت مزيدا من المدنيين بعد استهداف مدن ريف حلب الشرقي المكتظة بالمدنيين على مدار الأيام الفائتة.
وكان الناشط الإعلامي "بيبرس التلاوي"، أكد لـ"بلدي نيوز" سقوط عدد من القتلى بين صفوف قوات النظام، إضافة إلى إصابة ما يزيد عن 11 آخرين إثر تفجير التنظيم سيارة مفخخة على الحاجز العسكري القابع بالقرب من مدخل بلدة "مهين"، في حين هاجم التنظيم حاجزاً آخرا للنظام بالقرب من مدخل بلدة "صدد" المتاخمة لـ "مهين" ذات الغالبية المسيحية.
وأكد نشوب معارك عنيفة استغرقت عدة ساعات بين التنظيم والنظام على أطراف القرية وداخلها إلا إن التنظيم نجح في إحكام سيطرته عليها، وانسحبت قوات النظام نحو بلدات "صدد وحسياء والقارة"، ونوه "التلاوي" إلى أن بلدة مهين تحوي ما يزيد عن 30 ألف مدني من أبنائها إضافة إلى النازحين من بلدة القريتين التي سيطر عليها التنظيم في وقت سابق.
النظام السوري ومن خلال ما يسمى بـ"الإعلام الحربي" التابع لميليشيات "الدفاع الوطني" أكد بدوره سيطرة التنظيم على بلدة "مهين"، وأن قوات النظام والميليشيات قامتا بـ"إعادة تجمع" في محيط البلدة عقب هجوم التنظيم عليها بواسطة السيارات المفخخة، واتهم المصدر أبناء القرية بـ"خرق الهدنة ومبايعة التنظيم" على حد وصفهم.