بلدي نيوز – ريف دمشق (طارق الخوام)
يواجه القطاع التعليمي في الغوطة الشرقية بريف دمشق صعوبات كبيرة، تحاول مديرية التربية والتعليم مواجهتها بمساعدة كادر متخصص من المعلمين والمعلمات، لرفع المستوى التعليمي، وبناء جيل مثقف وحر الفكر والسلوك.
يقول مدير تربية ريف دمشق (عدنان سليك) لبلدي نيوز "إن المديرية تطمح للارتقاء بالتعليم رغم كل المنغصات التي تواجهنا، وأولها قصف النظام للمدارس، الذي أثر في بشكل كبير على العملية التعليمية، بسبب غياب العديد من الطلاب، وثانيها الحصار الذي أثر على نفسية أطفالنا وطلابنا، ما جعلنا نهتم بالدعم النفسي لهم بالإضافة إلى تعليمهم، كي يكونوا مؤهلين للعودة إلى دراستهم وإتمام تعليمهم بالشكل المطلوب".
وأضاف (سليك) "مديرية التربية والتعليم بريف دمشق افتتحت مؤخراً قاعة تدريبية مجهزة بالأجهزة الضرورية للتدريب، وكان قسم التدريب قد شرع في سلسلة من الدورات التدريبية التخصصية، سواء عن بعد أو عن طريق مدربين اختصاصيين شملت دورات تدريبية للموجهين الاختصاصيين، ودورات تدريبية لكادر الإدارة المركزية في طريقة وضع الخطط الاستراتيجية فضلاً عن بعض التدريبات المالية، في محاولة لرفع المستوى التعليمي في الغوطة الشرقية".
ويسعى المعلمون لتعويض النقص الذي تعاني منه المدارس على طريقتهم الخاصة، كنقص الكتب، وغياب الوسائل التعليمية، بالإضافة لإدخال التسلية والمرح خلال تدريسهم للطلاب.
بدوره، أوضح (زكريا رباح)، وهو مدير المكتب التعليمي لمدينة سقبا، لبلدي نيوز أن التعليم في الغوطة الشرقية مستمر رغم كل الصعوبات التي يواجهها، كنقص الكتب المخصص للمنهاج التدريسي، لذلك يتم الاعتماد بشكل كبير على الدفاتر، حيث يتم تأمين كتب للمعلم، ويقوم بدوره بتلخيص الدرس على السبورة، ويكتبه الطلاب على دفاترهم، أما بالنسبة لنقص الوسائل التعليمية، فتمكن المعلمون والمعلمات من التغلب عليها عن طريق اختراع وسائل خاصة بهم بالكرتون أو الخشب.
ويرى المدرس (غيث عبيد) أن الثورة أثرت بشكل كبير على نفسية الأطفال، فالطفل لا يدرك المعنى الحقيقي للصبر على الحصار والتغلب عليه بالعلم، وهذه المهمة الأولى التي علينا إيصالها للطالب مع بداية السنة الدراسية، حسب وصفه.
وأشار، في حديث لبلدي نيوز إلى أن الشباب الذين تجاوزت أعمارهم العشرين، وعاشوا طفولة سعيدة، يحتاجون في الوقت الحالي لمن يشعرهم بالحب بشكل دائم، كي ينعموا بالقوة ويتغلبوا على ضعفهم في بعض الأوقات، فكيف بطفل لم يتجاوز العشر سنين؟، لذلك علينا كمعلمين تأهيل الطلاب نفسياً، وإعطائهم القدر الكافي من الحب، كي ينعكس هذا الأمر على دراستهم وحياتهم.
وأضاف "يسعى النظام جاهداً لإيقاف العملية التعليمية في الغوطة الشرقية، لكنه لا يدري أن همة شبابها كالجبال لا يزحزحها القصف أو الحصار، بل يزيد من صلابتها وثباتها".
45 ألف طالب وطالبة في الغوطة الشرقية، يرتادون مدارسهم في جو يحيطه الدمار والخراب من كل حدب وصوب، ليثبتوا للعالم أنهم جيلٌ يحتذى به، جيل الحرب الذي يقاتل النظام بقلمه ودفتره، فأمامهم رسالة وقضية، يخطوها.