بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
تقع مدينة كفرزيتا شمال مدينة حماة ٤٠ كم، وتشتهر المدينة بخصوبة أراضيها وتربتها الحمراء التي تصلح لمعظم الزراعات، ويمتهن مواطنوها الزراعة كمصدر دخل أساسي في معيشتهم، وفيما سبق كانت تطلق على المدينة تسمية "الزيتية" لشهرتها في زراعة الزيتون وتواجد المعاصر البدائية للزيتون، حيث كانت مركزاً هاماً لعصر الزيتون يؤمُّه كل المزارعين في المناطق المجاورة، ويوجد في المدينة حقول زيتون يعود عمرها إلى القرنين الماضيين، ومع دخول الوسائل الزراعية الحديثة من آبار ارتوازية وغيرها تناقصت مساحات أراضي الزيتون على حساب باقي المزروعات كالبطاطا والفستق الحلبي والخضروات والبقوليات، إلا أن النسبة الأكبر بقيت مزروعة بأشجار الزيتون باعتبارها أراضي غير سهلية وليست قابلة للزراعات الموسمية بالإضافة إلى أنها كانت تدر ربحاً وفيراً على مالكيها .
ومع انخراط مدينة كفرزيتا في الحراك السلمي للثورة السورية، وقيام الثوار بتحريرها بقوة السلاح في منتصف عام ٢٠١٢، بدأت حملة النظام الانتقامية الشرسة على المدينة، حيث لم يخلُ يوم من قصف مدفعي أو غارات للطيران الحربي والمروحي، الأمر الذي تسبب بعشرات المجازر التي استشهد فيها المئات، ما أدى إلى نزوح معظم سكانها إلى مناطق أكثر أمناً، ما جعل العملية الزراعية تتراجع في معظم أنواعها .
السيد حسين هنداوي مدير المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمدينة كفرزيتا قال لبلدي نيوز: "بسبب القصف العشوائي والوحشي على مدينة كفرزيت، أُجبر معظم قاطني المدينة على النزوح خارج المدينة، ما أدى إلى تناقص كبير في مساحة الأراضي المزروعة، وغياب المزارعين عن حقولهم وخصوصاً الأراضي المشجرة، حيث تضاءلت العناية بالأشجار وعلى وجه الخصوص أشجار الزيتون التي تغلب على أراضي المدينة، وهذا الإهمال وقلة السقاية والمكافحة من الحشرات وعدم التقليم الدوري جعلت إنتاج هذه الحقول يتراجع إلى مستويات متدنية لدرجة أن مواسم الزيتون لم تعد توفي تكاليف قطافها، فضلاً عن الأخطار التي قد تتعرض لها الورش العاملة والتي جعلت من أجورها مضاعفةً مقارنة بالقرى التي لا تعاني من القصف المتكرر" .
وأضاف الهنداوي: "قلة العناية وضعف الإنتاج وكثرة تكاليفه والقصف الذي تتعرض له هذه الحقول وحالة الفقر وحاجة المزارعين للمال وعدم وجود جهات محلية داعمة أجبرت معظم المزارعين على قطع أشجارهم وبيعها لورش التحطيب، مشيراً إلى أن ٣٠ ٪ من كروم الزيتون في المدينة قد تم تحطيبها" .
أحمد العوض، أحد مزارعي الزيتون في المدينة قال لبلدي نيوز: "بسبب القصف اليومي لم أتمكن منذ سنوات من العناية بحقل الزيتون الذي تعرض إلى حريق بسبب القصف في العام الفائت، بالإضافة إلى سقوط برميلين فيه تسببت بقلع عشرات الأشجار، لذلك قمت ببيع شجر الزيتون لإحدى ورش التحطيب مقابل مبلغ مالي وافر قد يكفيني لإمضاء هذا الشتاء في منطقة نزوحي".
أما المزارع عبد الله الحسين فقال: "لم يغطِ حقل الزيتون تكاليف سقايته وجنيه وعصره لذلك قررت وإخوتي قلع الزيتون الذي في أرضنا والذي يبلغ عمره أكثر من مئة عام وإبداله بشجر الفستق الحلبي الذي كانت مواسمه جيدة عند معظم الفلاحين في المواسم الماضية" .
الجدير ذكره أن مدينة كفرزيتا الواقعة بريف حماة الشمالي تتعرض منذ أربع سنوات وبشكل شبه يومي إلى قصف أرضي وجوي، وهذا القصف جعل من المدينة التي يزيد عدد سكانها عن ٢٥ ألف نسمة شبه خالية من سكانها حيث لا يتواجد في المدينة أكثر من ١٢٠٠ عائلة مقيمة بحسب آخر إحصائية للمجلس المحلي في المدينة .