بلدي نيوز - الحسكة (كنان سلطان)
تشهد محافظة الحسكة شمالي شرق سوريا، سباقا محموما بين نظام الأسد والإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (ب ي د) ، لعسكرة أبناء المحافظة من عرب وأكراد لصالح أحدهما، حيث بدأ النظام بإجبار العاملين بمؤسسات الدولة السورية على الالتحاق بميليشيا الفيلق الخامس، بالتزامن مع حملة كبيرة تشنها ميليشيا الإدارة الذاتية بقصد تجنيد الشباب إجباريا في صفوفها.
وقال "أبو عمر الحسكاوي" عضو اتحاد شباب الحسكة، إن نظام الأسد أبلغ نحو 400 موظفا يعملون في قطاع الصحة والشركة السورية للنفط في رميلان بضرورة الالتحاق بما يسمى "الفيلق الخامس".
وأضاف الحسكاوي في حديثة لبلدي نيوز، أن سلطات النظام شددت على اعتبار كل متخلف بحكم الفار من "الجيش" وسوف يتم تحويلة إلى محكمة عسكرية، موضحا أن قرار الطلب من الموظفين الانتساب للفيلق الخامس سوف يشمل المعلمين حتى في المناطق الي يوجد فيها النظام وتسيطر عليها ميليشيات "ب ي د" وحدها مثل مدن رأس العين وعامودا والدرباسية.
بالمقابل، دعت القيادة العامة لميلشيا وحدات حماية الشعب التي تتبع لحزب "ب ي د"، أبناء المنطقة للتطوع في صفوف "الفوج العسكري" لوحدات حماية الشعب، من خلال توزيع بيان يتضمن شروط الانتساب إليه على الدوائر والمراكز في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
ويحاكي الفوج العسكري الذي يروج له حزب الاتحاد الديمقراطي "الفيلق الخامس" الذي يعمل النظام على تشكيله، من حيث المزايا المادية والتي تقدر بما يعادل 200 دولار أمريكي وأعمار المنتسبين إليه تتراوح بين 18 -35، حسب الحسكاوي.
وقرأ المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي "جيان عمر" هذه الخطوة من جانب النظام، بالقول: "لم ينته وجود نظام الأسد في الجزيرة السورية طيلة السنوات الماضية، رغم أن وجوده لم يكن ظاهراً على كامل المساحة الجغرافية، وذلك وفق اتفاقية بينه وبين مليشيات حزب العمال الكُردستاني، ووحدات الحماية الشعبية والآسايش".
وأكد "عمر" في حديثه لبلدي نيوز، أن الخطة بينهما كانت ترمي إلى امتصاص غضب الشارع الكُردي عبر الإيحاء بعدم وجود النظام، في حين تتولى ميليشيات "ب ي د" تنفيذ أوامر السيد عبر المربعات الأمنية للنظام في المدن الكبيرة.
وشدد على أن هناك معارك يخضوها الحزب بالنيابة عن النظام، وأخرى مشتركة بينهما، إلى أن حقّق الأسد أهدافه في المنطقة.
وأشار المتحدث باسم تيار المستقبل الكردي إلى أن النظام، بدأ بتقليم أظافر حزب العمال الكُردستاني وجناحه السوري الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، لافتا إلى أن هذه العملية ستكون سهلةً جداً على النظام بشكل خاص بعد التقارب الروسي التركي الإيراني.
ومما سوف يسهل للنظام خططه ضد "ب ي د" ، أن "نصف عناصر وحدات الحماية الشعبية والآسايش، هم من أتباع النظام وسينفذون أوامره فور صدورها، والنظام يريد إبراز وجوده العسكري أيضاً عبر الفيلق الخامس، لأنه مقبل على مفاوضات مع المعارضة السورية في آستانة، وكلما كانت قوته العسكرية كبيرة ومساحة الأراضي التي يُسيطر عليها واسعةً، كلما كان موقفه في عملية التفاوض أقوى"، حسب رؤية عمر.
أما في يخص الفوج العسكري التابع لـ"ب ي د"؛ فيرى السياسي الكردي أن "إعلان وحدات الحماية الشعبية هو لتضليل الشارع الكُردي، وهو جزء من مخطط النظام، بهدف التغطية على إعلان النظام"، مؤكداً أن الفوج الخامس التابع للنظام هو الذي سيربح الرهان من خلال العودة الهادئة تدريجيا إلى الشارع.
ولفت أن "وحدات الحماية الشعبية والآسايش والقوات الجوهرية وغيرها من الأسماء التي أطلقها حزب (ب ي د) على ميليشياته، لها ميزات مماثلة منذ تشكيلها للفوج العسكري الجديد، وبالتالي لا هدف من هذا الإعلان سوى التغطية على إعلان النظام"، موضحاً أن خطاب حزب "ب ي د" للشارع الكُردي، يقوم على "إظهار العداوة للنظام، في الوقت الذي لا يجرأ على انتقاد نظام الأسد، بل يستخدم بحنكة مصطلح نظام البعث، ونحن جميعاً نعلم أن حزب البعث لم يعد يحكم سوريا منذ العام 1970".