(theguardian)
بلدي نيوز - ترجمة (مي قباني)
يقول رئيس لجنة الإنقاذ الدولية أن تركيا لديها ما يقارب مليوني لاجئ، وعن ارتفاع الأعداد بشكل عالمي يقول: "أنه رقم قياسي ضخم ومروع".
"ما يقارب 60٪ من اللاجئين يعيشون في المدن اليوم، وهناك المزيد من اللاجئين السوريين حالياً في اسطنبول، مما يوجد في جميع ما تبقى من أوروبا"، هذا ما قاله رئيس لجنة الإنقاذ الدولية.
"ديفيد ميليباند" قال في مقابلة، يوم الاثنين الفائت، مع أحد الوكالات الصحفية أن "الصورة الأيقونية" للشخص اللاجئ على أنه شخص في مخيم قد تغيرت.
وهناك الكثير من الناس يفرون من الصراع والفوضى، ولا يوجد لهم مكان في المخيمات، وبنفس القدر من الأهمية، هو أن معظم الناس لا يريدون أن يكونوا في مخيمات اللاجئين، وعندما يعانون من التشرد لفترة طويلة، فهم يكسبون رغبة العمل لكسب لقمة العيش - حتى لو كان ذلك يعني العمل في السوق السوداء.
قدم ميليباند مدينة اسطنبول مثالاً، حيث قالت لجنة الإنقاذ الدولية أن هناك المزيد من اللاجئين السوريين حالياً في اسطنبول – قريب من 366,000- وهذا أكثر مما يوجد في بقية أوروبا مجتمعة.
حالياً، هناك 20 مليون لاجئ في العالم، بما في ذلك 2 مليون في تركيا، وهناك 40 مليون شخص من النازحين والمشردين في بلدانهم، وهذا ما دعاه ميليباند بـ "رقم قياسي عالمي مروع".
وزير الخارجية البريطاني السابق وكرئيس لمنظمة مساعدة اللاجئين الرائدة في المجال الإنساني قال: "من المهم علينا أن نسأل، ما إذا كانت هذه الأرقام هي ظاهرة مؤقتة ستنتهي بعد فترة أم هي مشكلة مستمرة؟".
"بالنسبة لي كل شيء يدل على أنها مشكلة مستمرة، لأسباب ليس أقلها أن الوضع العالمي، هو أن هناك المزيد من الناس ممن سيقومون بهذه الخطوة" يقول ميليباند، لافتاً الانتباه إلى 200 مليون شخص إضافي يسعون للحصول على حياة اقتصادية أفضل كمهاجرين.
وعند النظر الى جذور مشكلة أزمة اللاجئين والهجرة، يقول ميليباند: "هناك العديد من التغيرات المضطربة داخل أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي".
وأشار أيضاً إلى وجود 30-40 دولة لا تستطيع أن تلبي الاحتياجات الأساسية لمواطنيها وتحتوي على اختلافات عرقية وسياسية ودينية بين شعوبها، و"نظام سياسي دولي أضعف وأكثر انقساماً من أي وقت مضى، منذ نهاية الحرب الباردة - ويمكن القول أنه أضعف مما كان عليه خلال الحرب الباردة نفسها".
فرانسوا كريبو، المحقق الخاص للأمم المتحدة قال حول حقوق المهاجرين، يوم الجمعة الماضي، أن 2 مليون لاجئ من منطقة الشرق الأوسط، يجب أن يتم توطينهم في أوروبا على مدى خمس سنوات، وهذا يعني 400,000 لاجئ سنوياً، مقسوماً على إما 28 دولة أوروبية أو 32 دولة في شمال الكرة الأرضية.
من جهته قال ميليباند أنه لا يوجد شك في أن قارة مع 500 مليون شخص يمكنها التعامل مع 400,000 لاجئ سنوياً، ولكن لا بد من القيام بالأمر بطريقة مختصة وفعالة.
لجنة الانقاذ الدولي قامت مؤخراً بمقابلة أكثر من 800 عائلة في مدينة أزمير التركية وما حولها، 80٪ منهم من البلدان التي مزقتها الحرب في سوريا والعراق، وغيرهم من الأشخاص الفارين من النزاع في أفغانستان وباكستان.
المقابلات حددت أن معظم الأشخاص هم من اللاجئين، وليسوا مهاجرين لأسباب اقتصادية، على أمل الذهاب إلى أوروبا.
وقال ميليباند هناك أغلبية كبيرة جداً قد أكدوا استحالة عودتهم، وأنهم قاموا ببيع منازلهم وأنفقوا كل مدخراتهم، ليتمكنوا من الدفع للمهربين للوصول الى تركيا، كما قالت لجنة الانقاذ الدولية أن نحو 40٪ من الاشخاص الذين تمت مقابلتهم، لم يستطيعوا تحمل ما يقارب 3500 $ المطلوبة للدفع للمهربين للوصول إلى أوروبا.
وأوضح ميليباند أن تجارة التهريب تستمر بالعمل، بسبب عدم وجود طرق قانونية لإعادة التوطين، وأضاف "اعتقد أن هناك حجة قوية جداً لتجهيز مركز في تركيا من شأنه تسجيل الأشخاص ودراسة حالاتهم وشرح أين هم في قائمة الانتظار، وما الاحتمالات الممكنة التي تمكنهم من السفر".
واكمل "هذا هو السبيل الوحيد لهؤلاء الناس، لكي لا يقعوا بأيدي المهربين، ومن الواضح أن الأسوار لن تتمكن من ايقافهم".