"منع الدخول" يضع روسيا وإيران على حافة مواجهة بسوريا - It's Over 9000!

"منع الدخول" يضع روسيا وإيران على حافة مواجهة بسوريا

بلدي نيوز – (منى علي)

مع تعقيد الصراع في سوريا، ودخوله منعطفات جديدة شهدت بداية تماس وصراع خفي بين الأطراف المسيطرة على الأرض، وخصوصا روسيا وإيران، ومع السعي لإيجاد مخارج سياسية للمأزق، وكلما اقترب المشهد من نهايته، تظهر خلافات وصراعات جديدة تتمحور حول المصالح المتباينة والمتضاربة للأطراف التي كانت تبدو حليفة فيما مضى، فقد انتهى معظم المحللين والمراقبين العرب والغربيين إلى أن مصالح روسيا وإيران قد تباعدت، وأن الهوة بينهما اتسعت، فيما ذهب موقع إيراني شهير للقول إن إيران تبدو كالمتفرج الآن في سوريا بعد الاتفاق الروسي – التركي الذي يسعى الجانبان لتتويج مساراته وتسويق مخرجاته في مفاوضات "أستانة" المزمعة أواخر هذا الشهر. 

الخلاف السياسي والاستراتيجي المسكوت عنه إعلاميا بين القوتين، ظهر للعيان في مظاهر عسكرية لم يعد ممكنا إخفاؤها، فيما يبدو تثبيتا للسيطرة ورسماً لحدود مؤقتة يأمل كل طرف أن تكون نهائية في حال فشل المفاوضات والحلول السياسية واللجوء للحل العسكري وتقسيم البلد إلى مناطق نفوذ، فاليوم قامت قوات تابعة لميليشيا "حزب الله" المؤتمر بأمر إيران، بمنع ضباط روس من دخول منطقة وادي بردى بريف دمشق، وذلك للمرة الثانية في غضون 24 ساعة، وربما يأتي ذلك رداً على طرد القوات الروسية كلاً من قوات النظام والميليشيات الإيرانية والحليفة لها من أحياء حلب الشرقية، مؤخراً، ونشر "شرطة عسكرية" روسية لتتفرد بالسيطرة على المنطقة التي دفعت إيران دماً كثيراً لاحتلالها، وجعلت من ذلك الاحتلال أسطورة إعلامية روجت من خلالها لانتهاء الحرب أو قرب انتهائها بانتصار نظام الأسد، شكليا، وهذا ما لم تسمح به روسيا التي دخلت في تحالف أوثق مع تركيا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية أبعد من سوريا.
الكاتب الصحفي السوري، صبري عيسى، يرى أنه "بعد ستة سنوات من الفوضى التي شارك بها الجميع، لا يبدو أن هناك حلاً يلوح في الأفق، وأعتقد أن مقولة غوار الطوشة أيام زمان (حارة كل من إيدو الو) هي التي يعمل وفقها الجميع، ولا يوجد مؤشر يفيد بأن هناك من سينسحب من الأرض التي سيطر عليها، ولن يقوم أحد من الأطراف بإعلان نواياه بالانفصال الآن وسيلعب كلٌّ منهم لعبة الزمن ليتحول المشهد إلى أمر واقع يكرس الانقسام".

 ويبرر الكاتب السوري نظرته تلك بالقول: "في ظل غياب بديل وطني فاعل يبدو الحديث عن الكيان الواحد لا يتطابق مع نوايا الأطراف التي لوثت أياديها بالدم السوري، ولا أعتبر أن هناك فرقا في الرؤيا بين كل الأطراف في الداخل والخارج، ومسؤولية قيادات ما يسمى بمعارضة الخارج كارثية بسبب انقساماتها وتشرذمها ووقوعها في أحضان التيارات الدينية التي لا تؤمن بالديمقراطية كخيار مستقبلي لسوريا" .
وعن تبدل المواقع والحسابات لكل من إيران وروسيا، يضيف الكاتب الصحفي "عيسى" في حديثه لبلدي نيوز: "الواقع الآن يبدو أشبه بالرمال المتحركة، ولا يمكن بناء رأي أو تحليل على مواقف الجميع بسبب سرعة المتغيرات التي تحصل على الأرض وفي التحالفات غير الوطنية التي تؤثر سلباً على مستقبل البلاد، الروس يحتكرون القرار والدور التركي أصبح أكثر غموضا بسبب ما يجري في تركيا، إيران وحدها تراهن على فرض نفوذها على كامل الأراضي السورية".

ويبدو الكاتب السوري معولاً على الخلاف الروسي الإيراني كمخرج من عنق الزجاجة، يقول: "نأمل أن يؤدي التنافس الروسي الإيراني على اقتسام النفوذ إلى صدام بينهما يؤدي إلى تغيير في المشهد لصالح إيجاد حل ممكن في حدوده الدنيا على بقاء وحدة البلاد (شكلياً)، لكن النوايا -غير المعلنة - أصبحت خارج كل الحسابات، والأخطر هو غياب الثقة بين السوريين أنفسهم، ومع ذلك أقول إن الرهان على حل قريب يبدو بعيداً جداً دون وجود قوة أكبر من الجميع تفرض حلاً يحفظ وحدة سوريا".

مشاكل جمة صارت تثقل كاهل السوريين وقضيتهم، فمن همّ تقسيم البلاد إلى هموم مقاومة الاحتلالات السياسية والاستيطانية التي تهدد تاريخ البلد ومستقبله، ويبقى التعويل على صراع محتمل بين "حلفاء" اليوم، أمراً قريبا من الواقعية وفق ما تبديه التطورات والتمترس وراء مشاريع متباينة الأهداف، ستؤدي بالضرورة إلى مواجهات لفرض أمر واقع، فروسيا تتاجر بالقضية السورية لكسب نقاط عالمية، بينما تئن إيران تحت وطأة انهيار اقتصادي وتململ شعبي ومغامرات عسكرية عدة، لا يبدو أنه يمكنها حسم أيّ منها في وقت قريب.

مقالات ذات صلة

تدريبات مشتركة بين قوات التحالف و "الجيش الحر" في التنف

صحيفة بريطانية: في ظل الضعف الإيراني الأسد يعتمد على روسيا والدول العربية لبقائه على كرسي الحكم

وزير الخارجية التركي يتوقع تسوية امريكية في سوريا إن تم تجميد الحرب في أوكرانيا

"الدفاع الأمريكي" تحصي الهجمات التي تعرضت لها في في الشرق الأوسط

خسائر من ميليشيات إيران بهجوم شرق سوريا

مدربة باليه سورية تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية