بلدي نيوز - دمشق (إبراهيم رمضان)
أكدت مصادر ميدانية خاصة من جنوب دمشق أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية أمهلت البلدات المحاصرة في جنوبي دمشق مدة 24 ساعة للموافقة على "المصالحة" التي قدماها قبل أيام قليلة، والتي تتضمن شروطا عديدة من تجنيد للمقاتلين وزجهم بمعارك ضد تنظيم الدولة وفتح الشام، وتطوعهم ضمن قواته، وتهجير كل من يرفض.
وقال الناشط الميداني أبو البراء لبلدي نيوز "المهلة الجديدة التي قدمتها مخابرات الأسد والميليشيات الفلسطينية وميليشيات إيران هي ليوم غد الخميس فقط، تحت سطوة التهديد بإعادة المعارك، كما تضمنت عدة نقاط من ضمنها فتح ملفات هامة كمعالجة وضع المنشقين والاحتياط وتأجيلهم أو الالتحاق لمن يريد وإيجاد مخرج للرافضين لهذه المبادرة لمناطق تُختار حسب العدد المرفوع والمكان وإعادة أبناء بلدات "عقربا، والسبينة، والبويضة، وحجيرة، والذيابية، والحسينية" إلى بلداتهم بالإضافة لمعالجة وضع السلاح لتسليم الزائد منه".
وبحسب "أبو البراء"، فإن البنود التي قدمها العميد "طلال مخلوف"، رئيس فرع الدوريات في مخابرات الأسد، لوفد أهالي المنطقة، تحتوي على رفع أسماء الثوار مع أماكن تمركزهم على الجبهات، وقائمة بالأسلحة التي بحوزتهم، لقوات النظام، على أن يبقى السلاح بيد المقاتلين إلى حين إنهاء وجود تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام من المنطقة، ومن ثم يسلم سلاح الفصائل بشكل كامل لقوات النظام، وبعدها يتم السماح للمزارعين بالذهاب إلى حقولهم وزراعتها.
بدوره، اعتبر تجمع "ربيع ثورة" العامل جنوبي العاصمة السورية، بأن هذه الخطوة من جانب النظام هي خرقٌ لاتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، عبر العمل على استعادة السيطرة على المناطق المحررة في دمشق وريفها إما بالعمل العسكري أو السياسي.
فيما لا تزال فصائل الجيش السوري الحر تفرض سيطرتها على بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق، ومنطقتي بورسعيد والمادنية في حي القدم، ومنطقة زليخة بحي التضامن جنوب دمشق، وتعد الفصائل المسيطرة على هذه البلدات والأحياء من فصائل المعارضة المعتدلة، وهي "جيش الأبابيل، وجيش الإسلام، ولواء شام الرسول، وأحرار الشام، ولواء شهداء الإسلام، وأكناف بيت المقدس، وكتائب الفرقان، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، ولواء مجاهدي الشام".
فيما يسيطر تنظيم الدولة على أحياء الحجر الأسود معقله الرئيس، والجزء الأكبر من مخيم اليرموك، والقسم الجنوبي من حي التضامن، ومنطقة العسالي، بينما تقلّصت مساحة سيطرة جبهة فتح الشام إلى منطقتين صغيرتين في مخيم اليرموك، وهما محيط ساحة الريجة شمال غرب، ونقطة المسبح الصغيرة شرقاً.
وتفصل مناطق جنوب دمشق المحاصر عن العاصمة دمشق عبر حاجزين، الأول حاجز ببيلا – سيدي مقداد، والثاني حاجز العسالي، حيث يسمح الحاجزان بدخول وخروج المدنيين بالإضافة للمواد الغذائية مع فرض إتاوة عليها من قبل قوات الأسد، بينما يفصل حاجز شارع العروبة-شارع بيروت بين حي مخيم اليرموك وبلدة يلدا ليفصل مناطق سيطرة الجيش الحر عن تنظيم الدولة، بحسب ربيع الثورة.