بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
كشفت عدة قيادات عسكرية في "جبهة ثوار الرقة" اليوم الثلاثاء، ماهية الفيديو الذي بثته ميليشيات "قسد" عن انشقاقهم عن "لواء ثوار الرقة" قبل يومين، متهمين ما يعرف بـ"لواء صقور الرقة" الموالي لـ"قسد" باعتقالهم وإجبارهم على إعلان الانشقاق.
وأعلن النقيب "أبو القاسم الشمري" المتحدث العسكري باسم جبهة ثوار الرقة في بيان مصور بثه ناشطون، أنه و"أبو عمار الديري" والشيخ "خليل المردي" من قادات الجبهة، قام عناصر تابعون لما يسمى بلواء صقور الرقة باعتقالهم في بلدة الطيبة بريف محافظة الرقة، وطالبوهم بالانشقاق عن لواء ثوار الرقة، ولدى رفضهم مورس بحقهم تعذيب جسدي ونفسي، وأجبروهم على إعلان الانشقاق وقامت قوات "قسد" بالترويج له، مؤكداً أنهم لا زالوا مع لواء ثوار الرقة وفي خدمة الشعب الثائر.
وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت حملة اعتقالات واسعة قامت بها ميليشيات "قسد" طالت العديد من عناصر "لواء ثوار الرقة" أحد أكبر المكونات العربية العسكرية في محافظة الرقة، والذي يشارك قوات "قسد" بالعمليات العسكرية، آخرها عملية "غضب الفرات".
وجاءت عمليات الاعتقال حسب مصادر عدة بسبب خوف ميليشيات "قسد" من تنامي قوة لواء ثوار الرقة الذي يجمع المكون العربي في صفوفه، ولرفض اللواء المشاركة في عملية "غضب الفرات" بشكل فاعل، ورفضه دخول قوات "قسد" لمدينة الرقة المزمع أن تشهد معارك كبيرة ضمن مرحلة قادمة من معركة "غضب الفرات"، ولرفض اللواء المتكرر لعمليات التهجير القسري والانتهاكات المتكررة بحق القرى العربية التي تسيطر عليها قوات "قسد" في ريفي الرقة الشمالي والغربي.
ويتخوف لواء ثوار الرقة من دخول ميليشيات "قسد" مدينة الرقة في حال تمكنوا من السيطرة عليها وهي المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة" في سوريا، حيث بدأت "قسد" بمساندة التحالف الدولي ومشاركة عدة فصائل منها قوات خاصة لتيار الغد السوري والمجلس العسكري في دير الزور بمعركة "غضب الفرات" في تشرين الثاني الماضي الماضي، تهدف أولا لعزل الريف الشمالي ضمن المرحلة الأولى ومن ثم عزل الريف الغربي عن المدينة ضمن المرحلة الثانية التي بدأت في العاشر من كانون الأول الحالي، تمهيداً لمرحلة قادمة تستهدف المدينة.
ويتخوف اللواء من تكرار "قسد" لما حصل في مدينة تل أبيض شمالي الرقة على الحدود السورية التركية، حيث وعدت "قسد" بتسليم إدارة المدينة لأهلها، إلا أنها وبعد السيطرة على المدينة أخلت في وعودها وقامت برفع علم الوحدات الكردية، وإعلان مدينة تل أبيض إدارة تابعة لمقاطعة الجزيرة رغم رفض المكونات العربية وعلى رأسهم لواء ثوار الرقة، إلا أن قوة "قسد" العسكرية في المنطقة جعلتهم يرضخون لهذه العمليات والتجاوزات.
وبدأ الخلاف بين المكون العربي والكردي في ريف الرقة بعد الانتهاء من عملية تحرير عين العرب من قبل غرفة عمليات "بركان الفرات"، حيث قامت الوحدات الكردية أحد فصائل هذه العملية بتشكيل "قوات سوريا الديمقراطية" وضمت بين صفوفها العديد من المكونات الكردية الأخرى بينها "وحدات حماية المرأة" و"كتائب شمس الشمال" وعدة مكونات أخرى صغيرة من منبج ومناطق عدة، ورفضت القوة المشكلة أي كيان عربي موحد لذلك عملت على تفكيك جبهة ثوار الرقة ومن ثم تفكيك العشائر العربية التي تكتلت ضدها وأعلنت رفضها لتصرفات "قسد" في مناطقها.
ولعل تنامي قوة "قسد" والدعم الكبير الذي تلقته من قوات التحالف الدولي جعل جبهة ثوار الرقة أمام خيار وحيد هو الانضمام لقوات "قسد" حيث لا مجال لهم للخروج من المنطقة إلا باتجاه مناطق تنظيم "الدولة" الذي يلاحقهم في كل مكان، ولاسيما بعد عمليات الاعتقال والحصار الذي مورس من قبل قوات "قسد" ضد عناصر اللواء في عدة مناطق من ريف الرقة الشمالي.
واليوم وبعد أن باتت معركة السيطرة على مدينة الرقة قاب قوسين أو أدنى بدعم من التحالف الغربي، ومع الأنباء التي تتحدث عن اتفاق روسي تركي لدخول تركيا في المعركة ودعمها للواء ثوار الرقة المكون العربي الأكبر في المنطقة، باتت "قسد" تتخوف من تنامي قوة اللواء، وتدرك مخاطر وجود مكون عربي قوي في المنطقة من شأنه قطع جميع الطرق على "قسد" لبناء مشروعها الانفصالي في المنطقة وعلى حساب القرى والبلدات العربية التي هجرت أهلها منها، فلجأت لميليشيات لواء صقور الرقة الموالي لها لإنهاء جبهة ثوار الرقة وتفكيكها.