بلدي نيوز – (أيمن محمد)
كشفت تغريدات مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام لبيب نحاس، حجم الانشقاق بين فصائل الثوار التي تنوي الاندماج في جسم عسكري موحد، في الوقت الذي أكد فيه حسام سلامة –وهو أحد قادة الألوية التابعة للحركة- أن هناك اندماجين وليس اندماج واحد على مستوى الفصائل، وأن أحرار الشام موجودة في الاندماجين!
وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام، لبيب نحاس، أن الثورة السورية على مفترق طرق، مشيرا إلى أن قرارات الفصائل في الأيام المقبلة ستحدد إن كانت تسير على طريق الخلاص أم الهلاك، وفق رأيه.
وأشار النحاس، في سلسلة تغريدات على صفحته الشخصية بموقع "تويتر" أن هناك مؤامرات في الخفاء لتدمير الساحة، واستهداف من يرفض الاندماج المُصمم على مقاس البعض.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية "الساحة يتم تخييرها بين الذوبان في مشروع ايديولوجي حاد أو مواجهة الاستقطاب، والواقع أن الخيارات أوسع من ذلك ولكنهم اعتادوا تضييق الموسع"، مضيفا أن تهافت واستشراس "بعض الأطراف" –دون تسميتها- لتحقيق مشروعها بأي ثمن جعلهم يتحركون باتجاه تحالفات خطيرة وانتحارية.
واتهم النحاس بإدخال عناصر ينتمون لتنظيم "الدولة" إلى إدلب، معتبرا أنه أمر في غاية الخطورة، وله تداعيات كارثية إذا لم يتحرك العقلاء من جميع الأطراف بما فيهم فتح الشام.
وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة أن الاندماج الصحيح لا يبنى على اتفاقيات سرية والتهديد والاستقواء بالغلاة، ولا يتسبب في زيادة عزلة الثورة، بل يُبنى على تأييد شعبي حقيقي، وهاجم الشرعيين –دون تسميتهم- وقال إن "الاندماج الصحيح لا يبنى على فتاوى معلبة من شرعيين معلبين تتوعد المعارض بالعقاب الإلهي وتحرم المخالف من الجنة".
وأضاف "الاندماج الصحيح لا يكون بتعطيل غرف العمليات وإلحاق الضرر بكامل الساحة لإجبار الآخرين على الخضوع. ما بُني على الابتزاز لا بركة فيه". وتابع إن مقاتلي الفصائل ليسوا أوراق قوة بيد القيادات ليحققوا مكاسب أكبر في الاندماجات. وشن النحاس هجوما على فصائل –لم يسمها- وقال "المزاودون طلبوا من السياسيين العمل على إخراجهم ولكن رفضوا توقيع وثيقة الخروج حرصا على نقائهم وليستمروا في المزاودة على المستضعفين في حلب، رخيص وفاقد للمروءة من يطعن بالإخوة السياسيين الذين عملوا على إنقاذ عشرات الآلاف من أهلنا في حلب ثم تجدهم من أوائل المنسحبين".
وقال مسؤول العلاقات الخارجية "الشام ليست العراق أو مصر، وأصحاب العقد النفسية والإحباطات المتراكمة التي أتوا بها لا مكان لهم بيننا، هم عار على المهاجرين ودمار للبلد".
وتابع النحاس "بينما كانت حلب تباد كان البعض على بازارات المناصب وآخرين يضعون الخطط للهيمنة على الساحة وأصحاب العقول المعلبة يدافعون عن مزاوداتهم".
وأردف "كشفت حلب أن المعركة تحتاج أدوات أخرى غير العسكرية وعندما احتاجها أصحاب العقول المعلبة لنجاتهم لم يجدوها إلا عند من يتهمونهم بالمميعة".
وأنهى النحاس تغريداته بالقول: "الاندماج المقترح بصورته الحالية كارثة للساحة وثورتها وسيدفع الشعب ثمنا باهظا له وسيتحمل كل من خضع للعقول المعلبة المسؤولية التاريخية".
بدوره، قال حسام سلامة، وهو أحد قادة الألوية في حركة أحرار الشام، أن هناك مشروعين في الساحة، الأول يضم 9 فصائل بينها حركة أحرار الشام، والثاني يضم أيضا أحرار الشام وجبهة فتح الشام وحركة نور الدين الزنكي.
وأشار إلى أن حركة أحرار الشام اختارت التريث حتى تحاول جمع الفصائل بصورة كاملة خشية من الاستقطاب الذي سيفضي إلى الاقتتال، وليس خشية من التصنيف على قوائم المنظمات الإرهابية، وإن كان أمرا معتبر به شرعا.
واتهم سلامة "جبهة فتح الشام" بإصرارها على رفض اجتماع جديد لجمع الفصائل دون شروط مسبقة، وإصرارهم على تولي منصبي القيادة العسكرية والنائب، على الرغم من أن كافة الفصائل وافقت على المشروع دون أي شروط.
وفي الوقت الذي يضغط فيه الشارع السوري لتوحد كافة الفصائل لمواجهة الخطر المحدق بالثورة، لا تزال الفصائل تتقاذف الاتهامات بهدف تعطيل تشكيل كيان عسكري موحد يضم كافة الفصائل العسكرية العاملة في سوريا.
ويرى مراقبون أن الحل الوحيد لتجنب حدوث أي اقتتال بين فصائل الثورة بكافة مسمياتها هو بحلّ نفسها، كي لا يسيطر فصيل بعينه على قرار التشكيل الجديد، وكي لا يتم وسمه من قبل المجتمع الدولي بـ"الإرهاب"، وتجنب حدوث أي انشقاقات جديدة في صفوف الفصائل، وعدم السماح لوجود مشروعين متناقضين في الرؤى والتوجهات في سوريا الأمر الذي سيدفع للاقتتال عاجلا أم آجلا.
فأحرار الشام –وإن تبدو على أنها فصيل واحد- لكنها في الواقع فصيلين يسير كل منهما في اتجاه، وهذا ما دللّ عليه "سلامة" بوجود الأحرار في مشروعي الاندماج الحاليين.
أما "فتح الشام" التي تحاول الاستئثار بمنصبي القيادة العسكرية والنائب في التشكيل الجديد –وفق سلامة- سيضع كافة فصائل الثورة أمام مواجهة مع المجتمع الدولي الذي يغض طرفه عن قتل السوريين على مدار سنوات بذريعة "محاربة الإرهاب".
مشروعا اندماج يسيران بخطين متوازيين، لكل منهما أهدافه، في بقعة جغرافية واحدة أراد نظام الأسد والمجتمع الدولي جمع الفصائل والمدنيين من كافة المحافظات فيها، تمهيدا للقضاء عليهم لوأد الثورة السورية، الأمر الذي سيجعل من أي اندماج أحادي بمثابة الشرارة التي ستقضي على آمال السوريين بإسقاط النظام.