بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
يتداعى قادة العالم، عادة، لتقديم العزاء والمواساة في الحوادث الجوية، وتأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الصحافة ومتابعة مسار التحقيقات، إلا أن تحطم الطائرة الروسية "تو 154" أمس الأحد، والتي كانت تقل 92 عسكريا روسيا كانوا متجهين إلى سوريا لتقديم الدعم المعنوي لقوات الاحتلال ومباركة قتل الشعب السوري، لم تحظ إلا بتعاطف محدود جداً، نظرا لكون الرحلة تعتبر رحلة عسكرية وليست مدنية.
أبرز المعزين
بطبيعة الحال كان بشار الأسد، موظف الكرملين في دمشق، أول المعزين، في برقية أبدت حالة من الانكسار والخوف على مستقبله في ظل أي تخلٍ روسي محتمل مستقبلا عنه، كما سارعت إيران، شريكة موسكو في احتلال سوريا وقتل شعبها، إلى التعزية كما هو متوقع.
أما أبرز برقيات واتصالات التضامن والعزاء لبوتين، فجاءت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الصيني جين بينغ، في حين أحجمت معظم دول العالم عن تقديم العزاء بشكل رسمي على مستوى الرئاسة كما هو الحال في مثل هذه الحالات، عندما تكون الرحلة تجارية مدنية.
تعزية المخلوع
التعزية الأغرب، لجهة الشخص الصادرة عنه وفحوى الرسالة، جاءت من الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، شريك إيران في سفك دم الشعب اليمني.
حيث بعث الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، برقية عزاء ومواساة إلى الرئيس فلاديمير بوتين في ضحايا الطائرة التي سقطت في البحر الأسود، مؤكدا أن "الحادث فاجعة كبيرة ومؤلمة".
صالح خاطب "الصديق بويتن" قائلا إنه تلقى "بألم شديد كارثة تحطّم الطائرة الروسية التي كانت تقل 92 شخصاً والتي سقطت صباح اليوم بعد إقلاعها من مطار سوتشي أثناء توجهها إلى الجمهورية العربية السورية، وتحمل على متنها عدداً من العسكريين الروس وفرقة الجوقة الأولى الموسيقية".
أما المفجع في رسالة المخلوع فهو إشادته باحتلال حلب، حيث تابع في برقيته أن القتلى في تحطم الطائرة كانوا ذاهبين "لمشاركة شعبنا العربي السوري أفراحه بالنصر وفي إحياء حفلات موسيقية بمناسبة أعياد رأس السنة الميلادية الجديدة"!.
ولكن.. هل بقي في وجه المخلوع المشوه بالنار والعار مساحة لعار جديد؟! أم أن الاستزلام لإيران وروسيا قد بلغ منتهاه، ولا يُعاب على من يقتل أبناء شعبه أن يفرح بقتل أبناء شعب آخر؟..