بلدي نيوز – (محمد جبس)
فقدت الكثير من الأسر في الحرب الدائرة في الأراضي السورية معيلها، وسط عجز من المنظمات الإنسانية او الجمعيات الدولية لرعاية جميع أطفال هذه الأسر وتقديم جميع احتياجاتهم، ما يضطر أحد أطفال العائلة للعمل، حتى يكون رب هذه الأسرة والراعي لها رغم صغر سنه.
(عبد الرحمن المعراتي) الطفل الذي لم يتجاوز من العمر الستة عشر ربيعاً، بات مسؤولاً عن عائلته، بعد أن فقد والده في بداية الثورة ليصبح المعيل لها ويسعى لتأمين قوت إخوته وحاجيات مدارسهم، حتى لا ينقصهم شيء.
وفي حديث خاص مع الطفل (عبد الرحمن) قال لبلدي نيوز: "توفي والدي منذ ست سنوات، وبقينا أنا وأخوتي الصغار وحيدين مع أمي، ولم يبق لنا معيل، ولا يوجد لنا دخل شهري او منظمة ترعى إخوتي الصغار، فاضطررت أن أعمل في محل لعيار عجلات السيارات".
ويتابع: " استطعت أن أتعلم أشياء من هذه المهنة، كي اعتمد على نفسي في الأيام القادمة"، مضيفاً: "إن صاحب العمل يقوم بمساعدتي ويعاملني بشكل جيد هو ورفاقي في العمل، ويحاولون أن يعلموني بشكل جيد جميع أمور المهنة في الورشة التي اعمل بها، أما أخي الأصغر مني، فهو يعمل أيضا في مهنة أخرى مقابل مبلغ قليل من النقود، حتى نستطيع تغطية مصاريف عائلتنا واحتياجاتها".
(أحمد إبراهيم) زميل الطفل عبد الرحمن في العمل، قال في حديث خاص معه: "التقيت بعبد الرحمن بعد أن سكنت أسرتي بالقرب من منزله، فطلب مني ان أجد له عملاً، وبعد أن طرح قصته على صاحب عملي قبل أن يساعد عبد الرحمن، وطلب ان يبدأ بالعمل".
وأضاف أحمد: "في الأيام الأولى التي بدأ عبد الرحمن بالعمل معنا، كان يجلس لوحده لفترات طويلة ويلتزم الصمت دائماً، وبعد إصرار من باقي رفاقي استطعنا إظهار ابتسامته، وبدأ يعمل بشكل جيد، واكتسب خبرات كبيرة العمل خلال وقت قصير".
يذكر أن هناك عدداً كبيراً من العائلات التي يضطر أطفالها للعمل الشاق، بعد أن توفي أو أصيب بإعاقة، معيلوهم بسبب الاجرام اليومي الذي يمارس على منازلهم ومدنهم، من قبل طائرات وصواريخ ومدافع قوات نظام الأسد وروسيا، ولم يكن هناك بديل أمامهم إلا العمل حتى يأمنوا قوت عوائلهم اليومي.