القناة الرابعة البريطانية تكشف زيف ادعاءات "إيفا بارتليت" عن أطفال سوريا - It's Over 9000!

القناة الرابعة البريطانية تكشف زيف ادعاءات "إيفا بارتليت" عن أطفال سوريا

القناة الرابعة البريطانية– (ترجمة بلدي نيوز)


إيفا بارتليت مواطنة كندية تصف نفسها على أنها كاتبة مستقلة وناشطة في حقوق الإنسان، وتكتب لمدونة تمولها قناة "روسيا اليوم" وتعلن صراحة عن دعمها لنظام الأسد الذي يحارب الثوار السوريين بمساعدة روسية وإيرانية.
في خطاب للبعثة السورية لدى الأمم المتحدة، انتقدت السيدة بارتليت مؤخراً "وسائل الاعلام الغربية"، قائلةً أن الصحفيين قد ساوموا واستخدموا مصادر ليست ذات مصداقية، كما أنها هاجمت منظمة الخوذ البيضاء، وهي مجموعة الانقاذ التطوعي الممول من قبل عدد من الحكومات الغربية بما في ذلك بريطانيا.
وسائل الإعلام الغربية - بما في ذلك قناة 4 الإخبارية – كانت قد بثت بشكل متكرر لقطات للخوذ البيضاء، عقب هجمات النظام على مختلف المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا.
وتقول بارتليت: "أن لقطات الفيديو تحتوي في الواقع على صور أطفال أعيد تدويرها في تقارير مختلفة؛ فمثلاً يمكنك العثور على صورة لطفلة تدعى " آية" في تقرير في أغسطس ومن ثم تراها في الشهر اللاحق في موقعين مختلفين".
المقطع الذي تتحدث فيه بارتليت في المؤتمر الصحفي تم الاطلاع عليه أكثر من 3 ملايين مرة على حتى الآن، على صفحة الفيس بوك التي تديرها روسيا اليوم .
وقد حاولنا الاتصال بالسيدة بارتليت دون جدوى، ولذلك ليس من الواضح هدفها من ذلك ولكن أفضل تخمين هو أنها تقصد بمزاعمها الفتاة التي تدعى " آية" والتي تم تعميم صورتها على نطاق واسع على شبكة الانترنت:


الصحفية تزعم بأن الخوذ البيضاء قد صوروا نفس الطفلة والتي قالت عنها أنها ممثلة – في ثلاث مواقع مختلفة لإظهار المبالغة في قصف النظام أو حتى لتمثيل هجمات وهمية تماماً – والذي هو محض هراء تام لماذا؟ :
التحليل: الطفلة الأولى
أولاً: التواريخ المذكورة في المونتاج صور دقيقة تقريباً، والتقطت الصور في 27 آب من قبل المصور عبد الرحمن اسماعيل وهو مصور لرويترز ويعمل على خط المواجهة في الصراع السوري لمدة ثلاث سنوات.
وتظهر اللقطات إنقاذ فتاة مع طفلين آخرين من تحت الانقاض من قبل الخوذ البيضاء، جنباً إلى جنب مع العديد من الناجين الآخرين من غارتين جويتين ضربتا حي باب النيرب في حلب.


وفعلاً كانت الضربات على ذلك الحي في ذلك اليوم موثقة حيث كان الهجوم يوماً مشهوداً لأنه ضرب جنازة فيها مدنيين جاءوا للحداد على وفيات ناجمة عن هجوم سابق .
بعض الناس علق على الانترنت بأن الطفلة قد تم تصويرها محمولة من قبل ثلاثة رجال مختلفين، ولكننا شهدنا الكثير من اللقطات الأخرى من سوريا، حيث تعمل فرق الانقاذ في سلسلة وتمرر الأطفال لبعضهم البعض.
الطفلة الثانية
الفتاة في الصورة كانت موضوعاً لمقال مثير للدهشة من لقطات الفيديو التي تم بثها في جميع أنحاء العالم في سبتمبر من هذا العام.
(روان علوش) البالغة من العمر خمس سنوات، كانت مدفونة على عمق كبير تحت الانقاض بعد غارة جوية في حلب في 23 سبتمبر من هذا العام. وقد لقيت كامل عائلتها حتفها - ثلاث شقيقات، والأب والأم وشقيقها الطفل.


إن التسلسل الطويل الذي عمل فيه رجال الانقاذ بشق الأنفس لإخراج الطفلة من تحت الأنقاض يشير إلى أنه كان من الصعب جداً تزوير هذه اللقطات، فكيف لشخص أن يدفن طفلة تصرخ حتى منتصف جسدها تحت الأنقاض ويضع فوقها بعناية كمية كبيرة من الحطام – إنه تحدي لوجستي غير عادي وعمل جماعي غير عادي من إساءة معاملة الأطفال.
واذا حكمنا من خلال بعض التعليقات على الانترنت، فإن بعض الناس لا يعتقدون أنه من الممكن سحب الأطفال من تحت أنقاض المباني المنهارة دون وقوع إصابات خطيرة، ولكننا نعرف أنه يمكن أن يحدث. كما حدث مؤخرا بعد وقوع زلزال في وسط إيطاليا. وفي مناطق الصراع الأخرى، فمن المعروف أن البالغين والأطفال تم إخراجهم من المنازل التي دمرتها القنابل سالمين.
وفي الواقع، ذكرت إيفا بارتليت بنفسها مثل هذه الحالة في غزة عام 2009، عن قصة رجل فلسطيني يدعى أبو قصي والذي كان "دفن حياً" بواسطة قنبلة اسرائيلية ولكنه خرج سالماً مع " مجرد ندبة في حاجبه الأيسر".
ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه لم يكن أي من المنقذين في حالة روان يرتدي زي الخوذ البيضاء ويبدو أنه لا علاقة لهم مع المنظمة، حتى ان الفيديو لم ينشر عن طريق المنظمة .
ونرى روان في صورة لاحقة على سرير المشفى، نائمة أو فاقدة للوعي ويبدو وجهها أكثر وضوحاً، وأشارت بعض التعليقات على الانترنت بوضوح أن هذه ليست هي نفس الفتاة في الصورة الأولى .


وفي تقرير في صحيفة استرالية في وقت لاحق - اعتمد إلى حد كبير على المحادثات مع الأطباء في حلب التي يسيطر عليها الثوار – قيل أن جدي الطفلة يقومان برعايتها ولكنها لا تزال في حالة صدمة عميقة، فبالكاد تتحدث وهي غير قادرة على ما يبدو أن تستوعب أن والديها وإخوتها قد لقوا حتفهم ".
الطفلة الثالثة لقطات الفيديو لهذه الطفلة قم تم تعميمها على نطاق واسع جداً، وتم تحميله لأول مرة على موقع يوتيوب من قبل النشطاء المناهضين للأسد في تلبيسة، وهي بلدة يسيطر عليها الثوار الى الشمال مباشرة من حمص، حوالي 100 ميلا من مدينة حلب. ونرى الفتاة والدم يتدفق من جرح على أنفها، بعد غارة جوية على تلبيسة في 10 تشرين الاول. وقيل أنها كانت تنادي وتبحث عن والدها باللغة العربية:
الفتاة اسمها (آية) وقيل أن عمرها ثماني سنوات، وأشارت التقارير أن والدي آية وثلاثة أشقاء قد نجوا من الهجوم وتم لم شملهم في وقت لاحق.


مرة أخرى، وانطلاقًا من التعليقات، يعتقد بعض الناس أن هذه اللقطات مزورة، وأن الفتاة تمثل والدم على وجهها وهمي.
وأيا كان ما يظهره هذا الفيديو أو لا يظهره، فإننا بعد إلقاء نظرة فاحصة على وجه آية ومقارنته مع صور الطفلتين الأخريين يبدو من الواضح جداً أن هؤلاء هم ثلاثة أطفال مختلفون بملامح وجه مختلفة تماماً، ويمكننا أيضاً أن نرى بوضوح في جميع أنحاء اللقطات أنه على الرغم من بعض التشابه في ملابس الفتيات، فهن لا يرتدين نفس الملابس حتى لو كانت الألوان قريبة .
توقيت الهجمات
الشيء الآخر الذي يمكن التحقق منه هو ما إذا كانت هناك شهادات مستقلة عن هجمات جرت في الأوقات والأماكن التي تتلاءم مع هذه الحوادث.
في حالة الطفلة الأولى التي لم يكشف عن اسمها، وصف الهجوم الذي وقع في أغسطس من قبل مصور رويترز الذي التقط الصورة، وهناك العديد من التقارير الصحفية الأخرى عن غارة جوية مزدوجة على نفس الحي في حلب في ذلك اليوم.
وتم إنقاذ روان من تحت الانقاض يوم 23 أيلول، وهو اليوم الذي وثق به النشطاء المناهضين للحكومة في حلب، والموظفين الطبيين المحليين والصحفيين على أرض الواقع، ووكالة الأمم المتحدة اليونيسيف، وهيومن رايتس ووتش، ومركز انتهاكات الوثائق وغيرها عن قصف جوي ثقيل على المدينة.
وفي الواقع، أعلن الجيش السوري أنه على وشك شن عملية لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الثوار في شرق حلب، بما في ذلك الضربات الجوية، قبل وقت قصير من وقوع الحادث.
في حالة "آية"، اللقطات التي تم تحميلها من قبل مجموعة نشطاء في تلبيسة في نفس اليوم تظهر آثار القصف على البلدة، وقد تم نشر أشرطة الفيديو عن الضحايا، بما في ذلك بكاء رضيع وجثة رجل مسن في نفس اليوم.
كما أن الهجوم قد وقع بعد أسبوع من موجة من الغارات الجوية في المنطقة، بعد أن نقل عن ضباط روس قولهم بأنهم بإطار تكثيف حملاتهم الجوية على المناطق التي يسيطر عليها المعارضة.
الحكم:
من الصعب أن تثبت شيئاً من هذا القبيل على الإطلاق، لكننا نعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن الفتيات الثلاث هن مختلفات تماماً.
التشابه الأكثر إثارة للدهشة هو ملابسهم - الكنزة الفيروزية والجينز، ولكن هذا يثير السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كنت حقاً تستخدم الطفلة في ثلاثة حوادث وهمية مختلفة، لماذا ستلبسهم ثياباً مماثلة ؟ ألم يكن بمقدورك جعلها مختلفة قدر الإمكان ؟
أضف إلى ذلك أدلة أخرى ظرفية: ذوي الخوذات البيضاء - من المفترض أن يكونوا المحرضين على كل هذا "التزييف" – ولكنهم لم يشاركوا إلا في واحدة فقط من عمليات إنقاذ هؤلاء الأطفال.
وعدا عن حالات الفتيات الثلاث والتي اقترحت الصحفية بأنها مزورة، لدينا لقطات لأطفال مصابين آخرين في نفس الوقت الذي وقعت فيه الاعتداءات، فلماذا تستخدم ضحايا وهميين عندما يكون هناك أناس حقيقيين آخرين للتصوير؟ كما أن لدينا مصور رويترز على الأرض في واحدة من الحوادث، والذي أكد بأن الأحداث التي تم تسجيلها كانت حقيقية.
وأخيرا، يمكننا التحقق من مصادر أخرى أن الضربات الجوية التي أدت إلى هذه الصور حدثت فعلاً، انطلاقاً من الوقت الذي تم تحميلها أولاً، ونحن نعلم أن الصور أخذت في وقت قريب جداً بعد سقوط القنابل في المنطقة المجاورة.
ربما التفسير الأبسط وعلى الأرجح: أن الأطفال حقاً يفقدون ذويهم في سوريا، أو يتركون جرحى ومنكوبين، وما يجري الآن هو اتهام هؤلاء الأطفال عن طريق الخطأ بتورطهم بمؤامرة متقنة من قبل "روسيا اليوم".
وعلينا أن نقول أن (إيفا بارتليت) تهدف لشيء آخر بعيداً تماماً عن مونتاج هذه الصور فرغم كل محاولاتنا للاتصال بها للتوضيح لم نتلق أي رد حتى الآن !

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

بريطانيا تحمل النظام مسؤولية عدم تقدم الحل في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية