رسالة سوريا إلى الولايات المتحدة: لن نؤمن مرة أخرى بشعاراتك الرنانة - It's Over 9000!

رسالة سوريا إلى الولايات المتحدة: لن نؤمن مرة أخرى بشعاراتك الرنانة

لوس أنجلوس تايمز – (ترجمة بلدي نيوز)
يقول الكاتب عبد الفتاح الخالد في رسالة على صحيفة الواشنطن بوست موجهة للأمم المتحدة: "إلى ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، والتي ألقت خطاباً مؤثراً الأسبوع الماضي سألت فيه ممثلي روسيا وسورية في الأمم المتحدة إن كانوا يشعرون بأي خجل أو عار على الإطلاق من أعمالهم الإجرامية في سورية، وإن كان جلدهم يقشعر ولو قليلاً لمرأى مقتل طفل سوري؟".
بالنسبة للسوريين كانت هذه التصريحات مثيرة للغضب، فالأمريكيون يجب أن يسألوا ذات الأسئلة لأنفسهم، فهم أيضاً أيديهم ملوثة بدماء السوريين!
فعلى مدى السنوات الماضية، قمتم بخداعنا بالوعود الفارغة- ومنذ اليوم الأول لاندلاع الثورة عام 2011 وحتى أحدث جهد فاشل لإجلاء المدنيين من حلب، كان مقتل السوريين يُقابل دائماً بتقاعس الولايات المتحدة الثابت، أو ما هو أسوأ: موافقة الولايات المتحدة على العدوان الروسي، مع أن الأنظمة الأسدية والروسية هي المسؤولة عن الغالبية العظمى من سفك الدماء السورية، ولذلك يجب أن لا تشعر الولايات المتحدة بأي حال من الأحوال أنه يحق لها إلقاء محاضرة للعالم على أساس تفوقها الأخلاقي: فقد خذلتم الشعب السوري مراراً وتكراراً .
فبعد رواندا ثم سربرنيتشا، قلتم "أبداُ لن تحدث مجزرة أخرى" وبعد غزة لم تقولوا شيئاً أبداً، ولذلك لم يعد بإمكانكم الاعتماد بعد الآن على خطابكم الأجوف عن الحرية والمساواة ! اليوم كسوريين ونحن نشاهد إدانتكم الكارثية والتي هي جزء من صنيعكم، نسألكم ذات السؤال: ألا تشعرون بالعار على الإطلاق من تقاعسكم تجاه سورية .
الرئيس أوباما والرئيس المنتخب ترامب، صمتكما يصم الآذان، ويشكل سابقة عالمية خطيرة، يجب عليكما أن تخجلا من أنفسكما.
أوباما، لقد أعلنت أنه إذا استخدم الرئيس الأسد الأسلحة الكيماوية ضد أعدائه، وتجاوز "الخط الأحمر" سيكون هناك عواقب، وشاهدته يتجاوزه، ألا تشعر بالخجل من ان اهتمامك بالشعب السوري قد تبخر في أول بادرة من الصعوبة والتعقيد؟ ألا تجد حرجاً بأن "مصالحكم الخارجية الاستراتيجية" جعلتكم على استعداد لإيقاف جميع الخطوات اللازمة لوقف الموت الوحشي لمئات الآلاف من السوريين؟".
ويضيف الكاتب: "هل تنظر أنت والمتحدثين الخاصين بك في الامم المتحدة في المرآة وتفكرون، "لقد شجعنا الشعب السوري ليثور ضد الظلم وبعد ذلك شاهدناه بلا مبالاة وهو يذبح؟ هل تشعر بالجُبن لرفضك مواجهة العدوان الروسي ماعدا عن إداناتكم العامة الضحلة؟".
الرئيس المنتخب ترامب، ألا تشعر بأي خجل عندما تؤكد بشكل علني تحالف الولايات المتحدة الاستراتيجي مع روسيا في سورية؟ نفس روسيا التي انضمت إلى نظام الأسد في ذبح الشعب السوري. ألا تشعر بعدم الراحة عندما تعلن على الملأ بأن نظام الأسد يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية على الرغم من أن جميع الأدلة تشير إلى أن الأسد قد سهل في الواقع نمو وتوسع وبقاء التنظيم؟".
ويختم الكاتب بالقول: "الآن جاء دورنا لإلقاء محاضرة عليكم: في المرة القادمة التي تشيدون بالالتزام الأميركي بحقوق الإنسان، تذكروا مدى سقوطكم الأخلاقي، ففي الأيام الأولى للثورة ادعيتم بأنكم تدعمون احتجاجاتنا كتعبير مشروع للرغبة في التغيير، ولكن دعمكم اقتصر على الكلمات وليس الأفعال، والآن يرسل الناشطون من حلب وداعهم الأخير قبل أن يعدموا، بينما تتم عمليات التهجير القسري والاغتصاب والتعذيب، أو القتل في الغارات الجوية".
إن سقوط حلب ليس سوى البداية، فروسيا ونظام الأسد لديهما هدف نهائي أكثر طموحاً بكثير: انتصار عسكري كامل بأي ثمن، ومما لا شك فيه ستتبع المجازر التي ارتكبت في حلب هذا الأسبوع عمليات تطهير عرقي مماثلة في مناطق أخرى.
في الماضي، كنت لأنهي مثل هذه الرسالة بمطالب محددة من الولايات المتحدة وقيادتها، ولكني الآن بت أعرف تماماً بأن كل ما يمكنني القيام به هو الإعلان على الملأ بأن السوريين لم يعودوا عميان عن فراغ وقسوة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا هو إرثك الخاص يا أوباما، والذي يبدو أن ترامب سعيد بإتمامه ! ألا يوجد شيء قد يجعلك تشعر بالخزي والعار ؟ هل هناك من أعمال همجية ومجازر ضد المدنيين والأطفال قد يقشعر لها جلدك؟"

مقالات ذات صلة

خسائر من قوات النظام باشتباكات مع التنظيم بريف دير الزور

نتنياهو: سنقطع الأوكسجين الإيراني عن حزب الله الذي يمر عبر سوريا

قصف مجهول يستهدف معبر أبو الزندين شرق حلب

غارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران بمحميط دمشق

النظام يوصل قصفه على ريفي إدلب وحلب

خلافات التطبيع تطفو على السطح.. "فيدان" يكشف تفاصيل جديدة بشأن علاقة بلاده مع النظام