بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
يعاني حوالي 70 ألف نازح من مختلف المناطق المحررة في سوريا، غالبيتهم من أبناء مناطق شرق سوريا وشمال شرقها، من سوء الأوضاع المعيشية والطبية في مخيم "الركبان" الواقع بالقرب من الحدود السورية الأردنية جنوب غرب بادية الشام.
الدكتور جلال الزعبي، المشرف الطبي على المشفى الميداني في مخيم الركبان، قال في حديث خاص لبلدي نيوز: "بدأ التجهيز بالعيادات منذ الشهر الثامن من العام الجاري، وقمنا بإدخال 6 كرفانات بتجهيزات طبية متنوعة من ضمنها عيادة أطفال وعيادة نسائية وعيادة داخلية وجهاز إيكو ومخبر تحليل دم".
وتابع: "كان الهدف حينها إنشاء مستشفى متكامل بشكل فعلي، ولكن واجهتنا عدة صعوبات، كانت بدايتها رحيل أربعة أطباء من أصل خمسة، رغم التواصل معهم والاتفاق على تقديم متطلباتهم وما يحتاجونه من معدات لإنشاء المستشفى، حيث كنا نتواصل مع الأطباء نهاية الشهر السادس، وحصلنا منهم على قائمة بالأمراض المنتشرة، وبالرغم من بقاء أحد الأطباء في المشفى ولكننا لم نستطع الاتفاق معه على العمل داخل المشفى بسبب اشتراطه الحصول على راتب خيالي".
وعن الصعوبات الأخرى التي واجهت العمل الطبي، أضاف "الزعبي": "لا نستطيع حتى اللحظة إطلاق تسمية مستشفى عليها حاليا، لأن طاقتها أقرب إلى نقطة طبية، والكادر الموجود حاليا هو كادر تمريضي فقط بالإضافة لطبيب غير متخرج وبسبب هذا الوضع ظهرت لدينا مشكلة كبير وهي كيف لنا أن نقوم بإنزال أدوية نوعية إلى ممرضين ليس لديهم القدرة على صرف الدواء بدون تشخيص، مما يقوي فرضية تحويل الدواء النوعي إلى سموم، فاضطررنا إلى إنزال الأدوية الإسعافية فقط مثل أدوية الإسهال وأدوية الالتهاب والرشح والمسكنات".
وينوه الدكتور الزعبي إلى أن الحكومة الأردنية قدمت العديد من التسهيلات في هذا الصدد، بتسهيل دخول الأطباء، عبر الاتفاق على وجود طاقم طبي مؤلف من عشرة أطباء ومخبريين يتناوبون على العمل في المشفى بالمخيم على نوبتين.
وبحسب الطبيب الزعبي، فإن ما وصفها بـ البيروقراطية الموجودة في المنظمات هي ما تؤخر دخول الكوادر الطبية، رغم وجود قائمة بالمعدات والتجهيزات اللازمة.
خدمات مأجورة
ومع انعدام الخدمات الطبية المجانية، تقدم العديد من العيادات الطبية الخاصة في المخيم خدمات مأجورة بأسعار فلكية، رغم أن القائمين عليها لا يملكون حتى شهادة تمريض، حيث يطلب لتركيب السيروم 7000 ليرة سورية وصورة جهاز الإيكو من 2000 إلى 4000 ليرة سورية كما أن البعض قاموا بفتح صيدليات دون أي مراقبة في خيمة أو بيت من الطين.
وفي الحديث عن الأمراض المنتشرة في المخيم، قال الدكتور جلال الزعبي: "غالبية الأمراض الموجودة في المخيم هي التهاب الكبد الوبائي وسوء التغذية والجفاف، نتيجة الإسهالات والأمراض المزمنة كالسكري، ومع قدوم فصل الشتاء فإن الأمراض ستبدأ بالظهور بين أهالي المخيم بسبب الصقيع الشديد".
وينهي الدكتور كلامه لبلدي نيوز: "هناك أكثر من خمس منظمات دولية تدعم المشفى بالإضافة لليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، ولكن الروتين الإداري يمنع إتمام الأمور بسرعة، فهناك العديد من الأمور التي يجب أن يقوموا بها قبل الموافقة على إدخال الأطباء".
وتأمل الزعبي حل مشكلة الأطباء بشكل جذري في غضون أسبوعين عن طريق إدخال طاقم طبي إلى المستشفى، فالإمكانات والتجهيزات موجودة في الأردن والأدوية من كافة الأصناف تنتظر دخول الأطباء، وهناك وعود بالفترة القريبة جدا من المنظمة الراعية لهذه الأمور.