بلدي نيوز - (محمد خضير)
اعتاد النظام وإعلامه الكذب والتدليس للفت انتباه متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي وقنواته بنشر عشرات الصور التي يلتقطها ناشطو الثورة السورية، والتي توثق إجرام الأسد وحلفاءه وترسانتهم العسكرية، ويستخدمها لنسب هذه الجرائم للثوار، ومروجاً لها في معظم المحافل المحلية والدولية.
وقد عرّى وفضح ناشطو الثورة السورية عبر معظم فصول الثورة السورية هذه الممارسات، التي استخدمها معظم أركان النظام ابتداء من رأسه وحتى مستشاريه، ووزراء خارجيته ودفاعه وإعلامه ومندوبه في الأمم المتحدة وحتى أصغر المطبلين والمزمرين لنظام الأسد.
فمن قصة مقتل الشهيد حمزة الخطيب، إلى مجزرة الكيماوي في الغوطة، حتى جرائم القتل الطائفي في كرم الزيتون والتريمسة وتلكلخ وداريا وغيرها الكثير من الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد وشبيحته وظهر إلى الإعلام يتظلم ويظهر نفسه في دور المدافع المحارب، كمن يقتل القتيل ويلعن قاتليه ليبرئ نفسه.
وبالأمس كررت ذلك إحدى صفحات التواصل الاجتماعية الموالية لنظام الأسد والمختصة بنقل اخبار ثكنتي كفريا والفوعة المواليتين، حيث وضعت عدة صور قالت إنهم من طلاب المدارس في كفريا والفوعة ووضعت لعنوان الخبر وسم (#مظلومية_كفريا_والفوعة)، لتستجدي استعطاف مؤيدي الأسد وتلفت الانتباه إلى التظلم لهاتين القريتين، وبعد متابعة هذه الصور وملاحقة مصادرها من قبل المختص بالأرشفة في بلدي نيوز تبين أن هذه الصور تعود إلى يوم الأربعاء من تاريخ ٢٦/١٠/2016، وهي من صور التوثيق لمجزرة بلدة حاس بريف إدلب، والتي استشهد على إثرها ٢٣ مدنيا بينهم ١٨ من طلاب إحدى المدارس، والتي ارتكبتها طائرات النظام الحربية والروسية بعد قصف البلدة بأكثر من ستة غارات جوية مستخدمةً القنابل المظلية شديدة الانفجار.
يذكر أن قريتي كفريا والفوعة شرقي مدينة إدلب تعتنقان المذهب الشيعي، ومنذ بدء الحراك الثوري في إدلب اصطفت هاتان القريتان بصف نظام الأسد فقامتا بالعديد من المجازر بحق القرى المحيطة، بالإضافة إلى كونهما مركزاً لمدفعية الأسد التي قصفت بآلاف القذائف مدن وبلدات بنش، وطعوم، ومعرة مصرين، والنيرب، وتفتناز، وسراقب وغيرها على مر السنوات الخمس الماضية، وبعد تحرير الثوار مدينة إدلب انسحبت إليها العشرات من الدبابات والمجنزرات والآليات ومئات العناصر من حزب الله لتصبح ثكنة عسكرية محاصرة يلقي إليها نظام الأسد الأسلحة بشكل يومي عبر الطائرات المروحية وطائرات اليوشن.