بلدي نيوز – (خالد وليد)
نشرت صفحة القاعدة الروسية في مطار حميميم، خلاصة إفادة أحد عناصر النظام الناجين من مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، والتي قال فيها العنصر أن ضباط النظام هربوا من المطار، بعد أن أوهموا العناصر أن الإمداد قادم.
حيث يقول العنصر في إفادته التي نشرتها الصفحة ما يلي "كنت أتواجد في المطار وكان الوضع جيداً، بعد أكثر من عام كامل من الهجمات المتتالية، إلى أن جاءت بذلك اليوم طائرة اليوشن من دمشق، وكانت محملة بالذخائر والعتاد حسب ما تم إبلاغنا به من قادتنا المباشرين، ارتفعت المعنويات أكثر مما كانت عليه، وتقدم قائد العمليات في ذلك الوقت وكان برتبة عقيد ويدعى (.....) وقال أن المعركة الحاسمة أصبحت وشيكة".
ويتابع العنصر الناجي من تلك المذبحة وصف ما حدث معهم بالقول "وبعد يوم أو يومين أقلعت طائرة اليوشن في رحلة الإياب، لتصل أخبار مسربة عن مغادرة قائد المطار وهو العميد (.......) برفقة قائد العمليات وآخرين، ليتم إبلاغنا أنهم ذهبوا لتقديم خطة الهجوم للقيادة بهدف القضاء على فلول التنظيم الإرهابي".
ثم يتحدث العنصر عن الانقلاب الكبير الذي حدث بعد هرب الضباط، بقوله "ماهي الا أيام، حتى انقلبت الأمور رأساً على عقب، فالقائد وضابط العمليات لم يعودا، والذخيرة التي وعدنا بها لم نر منها شيء في ذلك الوقت، عندما كنا بأمس الحاجة لها".
يوصف العنصر المعركة التي حدثت بسرعة وبدون أي مقاومة فعلية من عناصر النظام، بقوله "تقدمت أرتال الإرهابيين من محورين أساسيين وكانت غرفة قيادة العمليات لا تعطي أي تعليمات واضحة لأكثر من ساعة، وكانت تقتصر الكلمات على الصمود والقتال ورفع المعنويات، إلى أن توقفت فجأة عن البث لنصبح تائهين تماماً، ثم عادت لتعمل ويتحدث المرسل بكلمات مجدداً عن الصمود ورفع المعنويات، ثم انقطعت وهنا انتهى كل شيء، فقد كانت القوات المهاجمة قد تقدمت من أحد المحاور، ووضعت نقاط تستهدف من خلالها أي تحرك يظهر في المحور الثاني من الخلف، مما أدى إلى كشف ظهر الحامية وكنت أحدهم.
بعد أن وصف العنصر ما حدث معهم تحدث عن طريقة هربهم من المنطقة، بقوله "وكان لابد من الانسحاب العشوائي في ذلك الوقت في ظل غياب أي قيادة توضح ما يتوجب علينا فعله، خرجت أنا وثلاثين عنصراً باتجاه الحقول الفارغة، وانطلقنا بالاتجاه الجنوبي الغربي وكان هناك رشاشات متوسطة قد وصلت للعدو وأصبحوا يستهدفون تحركنا، وهو ما ظهر في احدى تسجيلات الفيديو الخاصة بهم، سقط منا الكثير واستطعت أن أبلغ إحدى القرى أنا وشخص آخر فيما تفرق البقية، ولم أعرف مصير الكثير منهم الى الآن، وصلنا إلى قرية كنت أعرف فيها بعض السكان المحليين ودخلت إليه في حالة هلع، وتحدثت إليه بطريقة جنونية عن ما حدث، فقام على الفور بتقديم لباس شعبي لنا، وقدم لنا بطاقات شخصية وأقلنا بسيارته لمسافة تزيد عن 12 كلم، وقام بوضعنا في أحد المنازل بمنطقة نائية، ليتم تهريبنا فيما بعد الى مناطق آمنة تحت سيطرة الجيش".
شهادة العنصر التي نشرها صفحة القاعدة الروسية في حميمي تؤكد أن ضباط النظام المسؤولين عن العملية هذه ما زالوا على رأس عملهم، ولم يتعرضوا للمحاسبة، وطالب الشاهد حسب ما أدلى به بأن يحدث تحقيقي –بإشراف الروس-، لمعرفة ماذا حدث هناك.
لماذا ينشر الروس هذا الأمر؟
الحديث الذي نشرت منه الصفحة عدة فقرات، يبدو أنه مجرد مقدمة لإحداث تغييرات هيكلية في بنية جيش النظام، وإزالة الضباط والعناصر الذين تخشى روسيا من انعدام ولائهم لها، أو حتى تخشى منهم لأي سبب، فهذا التحقيق وأمثاله سيكون كفيلاً بإبعاد أو محاكمة أي ضابط في النظام بتهمة الخيانة أو حتى الإهمال، فمعظم ضباط النظام الكبار خسروا مناطق كانت تحت سلطتهم، ما يعني بسهولة أنهم مخيرون بين خيارين، الأول الولاء المطلق للروس، أو أن يتعرضوا للتحقيق ثم الإعدام ربما، أو السجن والطرد من جيش النظام. فالروس يستخدمون أسلوباً قانونياً للتحكم في جيش النظام عبر ابتزاز ضباط النظام القادة الذين خسروا مناطق خلال فترة قيادتهم لوحداتهم.
ما يعني بالضرورة أن روسيا تعمل الآن على إقالة أو إزالة عدد من الضباط بحجج مختلفة، ووضع ضباط آخرين مضموني الولاء بشكل أكبر، حيث تعتبر إيران الهدف الأساسي لمثل هذه الحركات، بإزالة الضباط الموالين لها من المفاصل الحساسة لجيش النظام التي تغلغلت إيران فيها خلال العقد الماضي.