بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
نقلت مواقع إخبارية عربية وعالمية اليوم الخميس، خبراً مفاده وصول طيارين مصريين إلى مطار حماة العسكري خلال الأسابيع الماضية، لتقديم الدعم العسكري للنظام في قتل الشعب السوري، وذلك بعد تصريحات رأس النظام المصري "عبد الفتاح السيسي" عن دعمه المعلن لنظام الأسد في سوريا.
وقالت صحيفة السفير اللبنانية التي أوردت الخبر إن الطيارين ينتمون لوحدة مصرية، وهذه الوحدة "تقدمها عند وصولها أربعة ضباط كبار من هيئة الأركان المصرية، وفي مقرّ الأركان السورية في دمشق، يعمل منذ شهر ضابطان مصريان برتبة لواء، على مقربة من غرف العمليات"، في حين نقلت عن مصادر عربية مطلعة أن اللواءين المصريين يقومان بجولات استطلاعية على الجبهات السورية، منذ وصولهما إلى دمشق قبل شهر.
كما أوردت الصحيفة عن مسؤول أمني ينتمي للنظام قوله "إن المصريين وعدوا الجانب السوري بإرسال قوات إلى سوريا، وإن موعد ما بعد الثالث والعشرين من كانون الثاني المقبل سيكون ساعة الصفر التي سترتفع بعدها وتيرة الانخراط المصري العسكري في سوريا، دون أن يتبين رسميًّا سقف ذلك الانخراط".
تصريح مصري علني بدعم الأسد
جاء ذلك بعد التصريحات التي أدلى بها رأس النظام المصري يوم الثلاثاء الماضي عن دعم جيشه للنظام السوري لما أسماه فرض الأمن في سوريا بشكل معلن، مجسداً بذلك الموقف المصري في تأييد النظام السوري، لاسيما في الوقت الذي تشهد فيه مصر توتراً في العلاقات مع المملكة العربية السعودية حول الموقف من الوضع في سوريا وقضايا أخرى.
ورأى اللواء المتقاعد "طلعت مسلم" الخبير العسكري في حديثه مع وكالة الأناضول التركية أن حديث السيسي "يمثل موقفًا مصريًا داعمًا وأصيلاً تجاه النظام السوري، بكافة مكوناته"، مؤكداً على "ضرورة دعم الجيش الوطني السوري".
وأوضح مسلم أن "السيسي كان يقصد دعم مؤسسات الدولة السورية، وليس نظام الأسد فقط، الذي يعد جزءًا أصيلاً منها"، وأن "مصر لا تأخذ مواقف حيال أفراد، بل مواقفها دائما تتجه نحو المؤسسات".
ووضع "مسلم"، ثلاثة محددات تقوم عليها السياسة المصرية حيال الأزمة السورية، أولها "ثبات موقف القاهرة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعلى رأسها سوريا".
موسكو لا تنفي ولا تؤكد
بدوره أعلن الكرملين عدم امتلاكه أي معلومات عن مشاركة عسكريين مصريين بالقتال في سوريا، حيث قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "لا أعرف شيئا عن هذا، ولا أستطيع أن أقول شيئا"، مؤكداً عدم وجود معلومات لديه بشأن ما إذا ناقش الرئيسان فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي مشاركة جنود مصريين بالعمليات إلى جانب قوات النظام السوري.
ولا يعد الدعم المصري في عهد نظام السيسي لنظام الأسد بجديد حيث أفادت تقارير عديدة عن دعم عسكري كبير يقدمه السيسي لنظام الأسد، بينها أسلحة وذخائر، ظهرت منها عشرات الصواريخ قصفت بها مناطق عدة في سوريا من تصنيع معامل الدفاع المصرية.
الجيش الحر: نظام السيسي معادٍ للثورات
داخلياً، قال مصدر قيادي في الجيش الحر لبلدي نيوز طلب عدة ذكر اسمه "إن الموقف المصري حيال دعم نظام الأسد ليس بجديد، فنظام السيسي حسب رأيه نظام معاد للثورات ورافض لأي حراك ثوري ضد الأنظمة المستبدة".
وأضاف أن "استقدام النظام لطيارين مصريين لن يغير في المعادلة العسكرية شيئا، حيث أن الشعب السوري الذي يقصف بشتى أنواع الأسلحة والصواريخ من الطيران الحربي بشكل يومي لم يعد يأبه بجنسية القاتل بعد أن اجتمعت كل قوى الأرض من روسيا وإيران وأفغانستان ولبنان والعراق وفلسطين ودول أخرى عدة على قتل الشعب السوري".
وأشار إلى أن مراصد الجبهات لم ترصد حتى اليوم أي لهجات مصرية من خلال التنصت على حركة الطيران الحربي الذي يخرج من المطارات الحربية سواء في حميميم أو مطارات حمص أو حماة العسكري، "ولا يمكن التحقق من صحة الأخبار التي تداولت عن وصول طيارين مصريين"، متوقعاً أن تكون هذه الخبرات فنية أكثر ماهي ميدانية.