بلدي نيوز – (خاص)
قال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، العقيد جون دوريان، الجمعة، إن حوالي 40 ألف مقاتل على استعداد لعزل مدينة الرقة، شمالي سوريا، تمهيدا للبدء بتطهيرها، حسب قوله.
وأضاف المتحدث، خلال مؤتمر عبر الفيديو كونفيرس، عقده مع صحفيين، أن هناك "قوات كافيه" للعملية، وأن ما يقارب من 30 إلى 40 ألف مقاتل، تدعمهم الولايات المتحدة، هم على استعداد لحصار المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ 2014.
ويخطط البنتاغون لعزل مدينة الرقة من خلال استخدام ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تشكل الوحدات الكردية عمادها الرئيسي.
وأوضح دوريان، أنه ستكون هناك محادثات مستمرة بين الولايات المتحدة، وشركائها في التحالف، ليقرروا من سيدخل المدينة ويسيطر عليها، بعد الانتهاء من عملية عزلها.
ورمت طائرات التحالف الدولي أمس الخميس، منشورات ورقية على مدينة الطبقة إحدى كبرى المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم في محافظة الرقة، نوهت فيها إلى أن ميليشيات "قسد" هي من ستدخل معركة عزل مدينة الرقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، يوم الاثنين الماضي، "نحن نشعر كلنا بأنه من المهم المحافظة على الضغط ضد تنظيم الدولة في هذه اللحظة المهمة، فيما تلفحهم حرارة العمليات في الموصل"، لافتاً إلى أن "جهود تحرير الرقة ستبدأ كما قال الوزير (الدفاع آشتون كارتر) خلال أسابيع".
وقالت مصادر متطابقة، أمس الخميس، لـبلدي نيوز إن هناك تفاهم تركي أمريكي على تفاصيل معركة الرقة، حيث تم تقسيم المعركة إلى ثلاث مراحل، وهي مرحلة التمهيد بالقصف واستهداف مراكز التنظيم المتشدد داخل المدينة، والمرحلة الثانية هي عزل المدينة وتطويقها، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الاقتحام.
وأضافت المصادر إن ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي ستشارك فقط في المرحلتين الأولى والثانية من المعركة، في حين سيتم منعها من الانضمام إلى مرحلة الاقتحام ودخول المدينة.
وكان هناك اتصالات مكثفة بين الجانب التركي والأمريكي في الفترة الأخيرة، حيث تباحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي باراك أوباما هاتفياً حول معركة الرقة، والتقى وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر مع عدد من الضباط الأتراك خلال زيارته إلى تركيا وناقشوا تفاصيل المعركة.
وترفض تركيا مشاركة ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي في أي معركة، وتتهمه بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وأبدت أنقرة استعدادها "للمشاركة بفعل كل ما يلزم" في معركة الرقة.
وتشترط تركيا الدخول في معركة الرقة عبر مدينة تل أبيض، وأوضحت في وقت سابق أنها تحشد 41 ألف عسكري للمشاركة في المعركة، وهذا ما سيؤدي إلى فصل المناطق التي يسيطر عليها الحزب إلى قسم آخر.
وكان وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، قال إن عملية تطويق مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم "الدولة" بسوريا، ستتم قريبا. وأشار إلى أن اللقاءات مع المسؤولين الأتراك مستمرة بشأن الدور الذي يمكن أن تلعبه أنقرة في ذلك.
جاء تصريح كارتر خلال رده على أسئلة الصحفيين حول عملية الرقة المزمعة، أثناء وجوده في ولاية ميزوري الأمريكية، مساء الأربعاء، وفق وكالة الأناضول للأنباء.
وأضاف كارتر "ننوي التوجه في وقت قريب إلى الرقة، بقوات كافية لحصارها، ونستمر في عقد اللقاءات مع الجانب التركي لمناقشة العملية والدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه تركيا".
وأشار إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعملون مع تركيا في الخط الواصل بين جرابلس ومارع في سوريا. ولفت إلى أن هذا التعاون على درجة كبيرة من الأهمية، حيث يسهم في تحقيق أمن الحدود التركية.
وتابع: "لهذا السبب لدينا عمليات مستمرة مع حليفتنا تركيا، وتمت استعادة دابق بفضل تلك العمليات".
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، خلال رده على أسئلة الصحفيين في مركز الصحافة الأجنبية بواشنطن، أمس الأربعاء، إنه لا يعرف إلى متى ستستمر التعليمات الروسية بخصوص وقف إطلاق النار في سوريا، ولا يعرف ماذا سيحدث بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
وتساءل كيربي: "تُرى هل الهدف هو تقليل العنف؟". وأجاب: "عند النظر إلى الإجراءات التي تم تطبيقها من قبل نجد أن اهتمام الجماعات المتطرفة بسوريا في ارتفاع، والمعارضة السورية تحارب بشجاعة أكبر. أعمال العنف في زيادة، والحرب ستستمر".
وأكد المتحدث أن تركيا تلعب دورا هاما في مكافحة تنظيم "الدولة".