ميدل ايست أي- (ترجمة بلدي نيوز)
يتطلع الرئيس الفرنسي للاحتفاظ بالأعمال الفنية العراقية والسورية العريقة المهددة بالتدمير في منشأة صيانة متحف اللوفر الفرنسي، إذ قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الثلاثاء بأن متحف اللوفر يمكنه إيواء الكنوز المهددة في العراق وسوريا وغيرهم من البلدان التي مزقتها الحروب في موقع آمن شمال فرنسا، كما من الممكن وضع الأشياء الثمينة في منشأة الحفظ المقرر افتتاحها في عام 2019 في ليفين الفرنسية والتي تبعد 200 كلم عن شمال العاصمة الفرنسية، حيث قال مصرّحاً بأن: "المهمة الرئيسية لموقع ليفين ستتجلّى بإيواء مجموعة التخزين التابعة لمتحف اللوفر"، في حفل كشف النقاب عن لوحة تذكارية احتفالاً بالموقع، مضيفاً: "كما سيكون لها دور آخر، مرتبط للأسف بالأحداث والمآسي التي قد تظهر في العالم، أينما كانت الأعمال الفنية في خطر بسبب الإرهابيين، وذلك لأن البرابرة قرروا تدميرها "خاصة في كل من سوريا والعراق"".
وقال هولاند بأن فرنسا ستقوم بتقديم ذلك الاقتراح في المؤتمر الذي سيعقد في ديسمبر القادم في مدينة أبو ظبي بشأن التراث المعرض للخطر، والذي من المتوقع أن يشارك فيه ممثلون من نحو 40 دولة، كما أضاف مروّجاً للموقع "سنقترح بأن موقع الحفظ في ليفين، سيكون المكان الأمثل حيث ستكون هذه الأعمال محمية".
إن مؤتمر أبو ظبي سيقوم أيضاً بإطلاق حملة تبرعات اقترحها هولاند في سبتمبر، والتي تهدف إلى جمع 100 مليون $ للمساعدة في إنقاذ الفن المهدد بالانقراض، إن متحف اللوفر - المتحف الأكثر شهرة في العالم، مع 8.6 مليون زائر في عام 2015- يملك مجموعة واسعة من اللوحات والمنحوتات والمومياوات المصرية وغيرها من الكنوز الأثرية الثمينة الرقدة في الطابق السفلي بعيداً عن أعين الجماهير، وهو ما يثير القلق بشأن ابتعاد الكنوز الأثرية السورية والعراقية الثمينة عن موطنها الأصلي لتبقى في فرنسا إثر ذلك الترويج.
إن موقع ليفين بدأ في عمله منذ عام 2013، وسيكون الموقع ذو تكلفة 60 مليون يورو على حد سواء موقع تخزين ومنشأة لدراسة مجموعة تحف اللوفر.
لقد هُدّدت الكنوز القديمة في الشرق الأوسط من خلال أعمال العنف المستمرة، في حين يخاف مواطنو الشرق الأوسط من ضياع كنوزهم العريقة وانتقالها إلى أوروبا كحال العديد من التحف المصرية والعراقية ما بعد الحرب وإثر عمليات بيعها وتهريبها إلى الخارج.
وعلى مدى العامين الماضيين، دمّر متشددون من تنظيم الدولة المعابد التاريخية العريقة والأعمال الفنية التي تعود لآلاف السنين في كل من سوريا والعراق، كما تعرضت أيضاً العديد من القلاع القديمة ذات الموقع الاستراتيجي في جميع أنحاء سوريا لتخريب وقصف من قبل قوات نظام الأسد.
وفي وقت مبكر من الحرب، حذرت الأمم المتحدة من أن الغارات الشديدة والمستمرة في سوريا من الممكن لها أن تعرض مواقع التراث العالمي الستة في البلاد لخطر التدمير، هذا دون ذكر الآثار التي تم تهريبها وبيعها من قبل الموالين للنظام السوري على مدى عقود طويلة لحكمه.