بلدي نيوز - حلب (حسن العبيد)
رفضت جبهة فتح الشام، اقتراح روسيا المطالب بخروجها من الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، من أجل التوقف عن قصفها, ووصفته بأنه إكمالا لمسلسل التهجير.
وقال الناطق باسم فتح الشام، حسام الشافعي، إن "اقتراح روسيا هدنة مؤقتة في حلب، بغية إخراج جبهة فتح الشام من المدينة ليس امراً جديداً، بل يعد إكمالًا لما بدأته الأمم المتحدة في حمص وداريا وغيرها".
وأضاف الشافعي في تصريح لبلدي نيوز، "لقد فُضح هذا الدور أمام الرأي العام وبان مكره؛ تفريغ لمناطق أهل السنة، وإبعاد كل من يشكل خطراً على نظام الأسد والعمل على إبعاده عن العاصمة دمشق، إضافة للتفريق والتمييز بين القوى المجاهدة بغية إضعافها واحدة تلو الأخرى".
وأشار الشافعي، إلى أن روسيا "أرغمت المجتمع الدولي على الرضوخ للواقع الذي فرضته؛ وعطلت مجلس الأمن بالفيتو الروسي، وأجبرت الأمم المتحدة على التسويق لمقترحها، ويتجسد ذلك في اقتراح يمستورا مؤخرا بخصوص إيقاف القصف عن حلب، فترك العالم السفاح وذهب للضحية يساوموها على الرضوخ والخنوع والاستسلام".
وشدد الشافعي على أن روسيا "اختارت طريقها وأعلنت عنه وتمسكت به بكل وضوح، الأمر الذي يلزم قوى الثورة أن تقابل ذاك بوحدة الصف والقرار، ورفض كافة التقسيمات والتصنيفات التي يروج لها عدونا، فإن روسيا اليوم تنظر لجميع الفصائل بعين واحدة، كل من قال (لا لبشار فهو إرهابي سواء كان مدنيا أو مسلحاً)" بعين روسيا.
وأوضح الشافعي، إن العودة لخيار الثورة الأول وهو إسقاط النظام بالقوة، بالسلاح وبالجهاد، فلن يلتفت لنا العالم إلا إذا حققنا مكتسبات ميدانية"، بحسب قوله، لافتاً إلى أن "الاتفاق الروسي الأمريكي دخل حيز التنفيذ، ولم يستشر به أي طرف من أصحاب الشأن، واجتماع لوزان الذي جمع كافة الأطراف دون أهل القضية.. مع رفضنا لما جاء من الاتفاق الروسي الأمريكي وعما وصل إليه اجتماع لوزان".
واعتبر الشافعي إنه أمام يجب إغلاق باب المغامرات السياسية، وإعادة الاحترام والقوة للثورة السورية، مؤكدا على ضرورة إن "نستعيد القرار المستقل المسلوب، فنحن نحمل إرثاً عظيماً مرصعاً بدم قرابة المليون شهيد، فإن لم نحقق المراد وما قتلوا لأجله فلنلحق بهم أعزاء شهداء لا سماسرة أذلاء"، وفق قوله.
ولفت الشافعي إلى أن الثورة السورية تحمي جميع العالم الإسلامي من التمدد الإيراني، قائلاً "أننا نتكلم اليوم عن جهاد في قلب العالم الإسلامي، جهاد عريق في أرض مباركة، يحمي صف الأمة ويقوم سداً منيعاً أمام الخطر الرافضي، فالأمة جميعها معنية بهذا الجهاد، مسؤولة عنه، تذوب كافة الخلافات أمام الحفاظ على كيان أهل السنة ووجودهم، معركتنا اليوم هي "الوجود السني" مقابل الخطر الرافضي، ما تفعله روسيا وأمريكا اليوم هو التمكين للرافضة في المنطقة، وما يحصل في سوريا والعراق في حلب والموصل خير شاهد ودليل".
ورأي الشافعي أن "المشهد المخزي الذي يراد لأهل الشام أبعد من هذا الاقتراح، حيث لا يمثل إخراج الجبهة من حلب سوى مقطع صغير من الصورة الكاملة، وإن أي استسلام أو ضعف أمام العدو سيجعله يطمع بالمزيد"، مشددا على رفض الانسحاب من حلب والاستمرار في تبني خيار الثورة قائلاً "لن نخون دماءهم.. سنكمل جهادنا حتى إسقاط النظام ولن نقبل أي طرح يحول دون ذلك.. لن نترك سلاحنا.. ودون ذلك القتل والشهادة".