هل تنجح أوروبا بمحاصرة روسيا لتفك حصار حلب؟ - It's Over 9000!

هل تنجح أوروبا بمحاصرة روسيا لتفك حصار حلب؟

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

في آخر تطورات ما بعد جلسة مجلس الأمن، يأتي رفض الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" استقبال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ما لم يتوقف القصف على حلب. فما كان من الأخير إلا أن أعرب عن تمسكه بزيارة "فرنسا" على الرغم من تصريحات "هولاند" الذي قال بأنه "لا يستبعد إلغاء اللقاء في حال استمرّ القصف على حلب، فيما أكّدت الخارجية الفرنسية أن الاجتماع -إن عقد- فسيتناول الملفين السوري والأوكراني، غير أنه حتى اللحظة لم يتم إبلاغ روسيا حول إلغاء الزيارة، بشكل رسمي.

في الوقت ذاته، دعت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" زعماء ما يسمى بـ"رباعية النورماندي" والتي تضم كلاً من روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، في 19 من الشهر الجاري، فيما يبدو أنه محاولة لتقريب وجهات النظر بين كل من فرنسا وروسيا، خاصة بعد مواجهة الفيتو الأخيرة في مجلس الأمن، وردود أفعال بقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي اتهمت روسيا بشكل مباشر بالضلوع مع نظام الأسد، بقتل المدنيين في حلب.

بالتوازي مع هذه التصعيد بين روسيا وفرنسا، عقد مجلس العموم البريطاني جلسة طارئة لبحث الأوضاع الإنسانية في حلب، حيث انتقد "أندرو ميتشيل"، عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم، الدور الروسي بشأن الحرب الدائرة في سوريا، متهما موسكو بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

حيث شبّه ميتشيل ما وصفها بـ"قوات بوتين" بالحرب في سوريا بـ"مشاركة القوات النازية في إسبانيا في ثلاثينات القرن الماضي"، فيما دعا وزير الخارجية البريطانية إلى التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن احتجاجاً على عمليات موسكو في سوريا.

ولأن الدول الكبرى تسعى دائماً إلى خوض حروب بالوكالة، فقد طرأ تصعيد جديد على صعيد الدول الإقليمية الفاعلة في الملف السوري، حيث أعلنت المملكة العربية السعودية عن وقف إمداد مصر بالمشتقات النفطية، فيما يبدو على أنه عقوبة لمصر على تصويتها لصالح القرار الروسي، فيما لم يشفع لها تصويتها أيضاً بالموافقة على مشروع القرار الفرنسي.

تأتي كل هذه التطورات، عقب تهديد "هولاند" بعزل روسيا في حال تصويتها بالرفض على مشروع القرار الفرنسي بخصوص حلب، والذي بدا واضحاً من كلمات المندوبين أنه تمّ بالاتفاق مع روسيا، ومع مراعاة شروطها، وبالرغم من ذلك عملت على إفشاله قبل سويعات من انعقاد الجلسة، التي انتهت بفيتو مقابل فيتو، وبالتالي أسفرت عن منح روسيا المزيد من الوقت لاستكمال تدمير حلب.

حول جدّية التهديدات بعزل "روسيا" يرى عضو المجلس المركزي في هيئة التنسيق المعارضة "عدنان الدبس"، وهو عضو الهيئة المركزية لحزب العمل الشيوعي في سوريا أن "الإدارة الأمريكية الآن بحالة سبات حتى نهاية الانتخابات"، وأنّ "ما أدلى به المرشحان كلنتون وترامب يدل بوضوح على عدم جدية اي حل سياسي"، ويلفت عضو المجلس المركزي في هيئة التنسيق المعارضة إلى أن"كلينتون متجهة فيما لو فازت نحو متابعة سياسة أوباما مع بعض التمايز، بدعم القتال والتسليح الجزئي للمعارضة".

ويرى "الدبس" أن ما سبق يأتي في سياق "رؤية واضحة لاستنزاف الشعب السوري أكثر وأكثر، أما فيما يتعلق بغطرسة المحتل الروسي، فليس هناك من يستطيع إيقافها نتيجة توافق مصالح راعي الحل السياسي عملياً، وليس كما هو الظاهر إعلاميا".

ويؤكّد عضو الهيئة المركزية في حزب العمل الشيوعي أن ما رشح حول عزل روسيا إنما يأتي في سياق كونه "كلام سياسي" موضحاً أن "السياسة الفرنسية تشبه اللعب خارج الملعب، ولا يعول عليها".

الملفات المتشابكة عالمياً وإقليمياً كلها، يجري التفاوض عليها، في "بازار" رخيص، والبورصة المعتمدة هي دماء الشعب السوري، ابتداء من الطموح النووي الإيراني، وحلم الزعامة الإسلامية في المنطقة، وصولاً إلى الحلم الروسي على شواطئ المتوسط، ومقايضته بملف القرم الحاضر دائماً للتفاوض عليه.

مقالات ذات صلة

روسيا تنشئ تسع نقاط مراقبة بمحافظتي درعا والقنيطرة

باحث بمعهد واشنطن يدعو "قسد" لمراجعة علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية

روسيا تكشف عن أربع دول عربية عرضت استقبال اللجنة الدستورية بشأن سوريا

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

بدء اجتماعات مؤتمر أستانا 22 في كازاخستان