ما حقيقة الخطة الاحتياطية الأمريكية "ب" حول سوريا؟ - It's Over 9000!

ما حقيقة الخطة الاحتياطية الأمريكية "ب" حول سوريا؟

بلومبيرغ – (ترجمة بلدي نيوز)
يقول المسؤولون الأمريكيون بأنهم ينظرون في خيارات جديدة لوقف حملة القصف دونما هوادة من قبل روسيا والنظام السوري، والتي أغرقت مدينة حلب بعمق من البؤس، ولكن قلّة من خارج إدارة أوباما يعتقدون أن هذه الإدارة لن تقوم بفعل الكثير.
ومع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة بأن حصار مدينة حلب قد يصل إلى مرتبة جرائم الحرب، هدّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الأربعاء "بتعليق" المفاوضات مع روسيا لإيجاد حل دبلوماسي، تلك الخطوة من كيري الذي تعهّد في فبراير/شباط أن تنفذ الولايات المتحدة "الخطة ب" في حال فشلت المفاوضات -الأمر الذي تم تجاهله من قبل موسكو، التي كثّفت من حملتها الجوية- وصرّحت بأنها لن تقبل بأي طرح أكثر من وقف إطلاق نار لمدة 48 ساعة.
"إن الطرق الدبلوماسية مع روسيا بشأن الملف السوري غير مجدية بتاتاً"، يقول ديفيد شينكر -مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن- مضيفاً: "إن أي دبلوماسية مستمرة تحتاج إلى أن تقترن مع غيرها من التدابير لزيادة الضغط على موسكو، وبخطوات لازمة لتغيير الديناميكيات على الأرض"، مع حلفائها من الثوار "المعتدلين" المتضررين من ذلك الهجوم، ومقاومة الرئيس باراك أوباما لفكرة تصعيد التدخل العسكري المباشر في الحرب المستمرة قرابة الست سنوات، فإن الولايات المتحدة تخلت إلى حد كبير عن ساحة المعركة لصالح صخب القوات الروسية والأسدية والإيرانية، وكذلك الميليشيات الكردية والجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم الدولة".
لقد استولت القوات الداعمة للأسد على أماكن جديدة في مدينة حلب وذلك في وقت متأخر من يوم الخميس، بما في ذلك حي حندرات ومستشفى الكندي في شمال المدينة، وذلك وفقاً لوسائل الإعلام التي تديرها الحكومة والمرصد السوري لحقوق الإنسان الواقع في المملكة المتحدة، والذي يراقب الحرب من خلال نشطاء على الأرض، حيث أفاد المرصد بأن هناك اشتباكات عنيفة يوم الجمعة بالقرب من المستشفى، ولا يقل عن 12 ضربة جوية استمرّت طوال الليل في شرق حلب، حيث يتمركز الثوار.
النائب الأعلى لكيري -أنتوني بلينكن، ذهب إلى الكابيتول هيل يوم الخميس ليبلغ أعضاء مجلس الشيوخ بأن الإدارة قد تتوصل إلى استجابات جديدة محتملة، وعلى الرغم من أنه لم يصرح عن شكل تلك الاستجابات، فقد عبّر كل من الجمهوريين والديمقراطيين عن إحباطهم من عدم قدرة الولايات المتحدة على التأثير في الأحداث على الأرض، وقال السناتور بوب كوركر الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية بأنه سيقوم بعقد جلسة سرية إذا ما كان ذلك من شأنه أن يساعد بلينكن بمشاركة أفكار محددة.
فقد كان كلّ ما صرّح فيه بلينكن مجرد القول بأن الإدارة طلبت من الجهات الحكومية "تقديم خيارات معينة، بعضها مألوفة، وبعضها جديدة"، كما أضاف: "عندما نكون قادرين على العمل من خلال هذه الخيارات في الأيام المقبلة، سيكون هناك فرصة للعودة والتحدث عنها بالتفصيل".
لقد نمت الحاجة الملحة لإيجاد حل للصراع، الذي تسبب في نزوح الملايين، وأطلق العنان لأزمة اللاجئين في أوروبا، وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الخميس، قال رئيس العمل الإنساني ستيفان أوبراين بأن هنالك 861،000 مدنيّ محاصر في سوريا، بما في ذلك 275،000 في حلب وحدها، تلك المدينة التي كانت سابقاً المركز التجاري السوري، والتي أصبحت على شفا كارثة حقيقية، كما أخبر أوبراين مجلس الأمن بأن "مدينة حلب أصبحت تتجه منحدرة بشكل مريع نحو هاوية عديمة الشفقة والرحمة، كارثة إنسانية لم نشهد مثلها حتى في سوريا سابقاً".
وقد شكّك الجمهوريون في الكونغرس بحكمة جهود كيري لإيجاد نوع من التفاهم مع روسيا، مشيرين إلى لقاءات وزير الخارجية على طول شهور من المحادثات مع نظيره الروسي -وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقد قال السيناتور جون ماكين في الأسبوع الماضي في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ التي يرأسها "في حين تقصف طائرات النظام السوري والطائرات الروسية المستشفيات والأسواق ومستودعات المساعدات وأهداف مدنية أخرى، يرسل الرئيس أوباما بسكرتيره المقدام والمتوهم ليحاول ولمرّة أخرى إمالة طاحونة التعاون مع فلاديمير بوتين".
وهاجم كيري منتقديه في الكونجرس يوم الخميس، مسلّطاً الضوء على التناقض في مركز النقاش السوري، قائلاً: "إن الطلب من الولايات المتحدة لفعل المزيد يجب أن يقترن بحذر شديد حول مشاركة البلاد في صراع آخر بعد فترة طويلة من الحروب مكلفة في كل من العراق وأفغانستان، وأضاف كيري في المنتدى السنوي الفكري في واشنطن: "من السهل انتقاد الجهود الدبلوماسية لصعوبتها، ولكن ما هو البديل؟ هل ستقوم الولايات المتحدة بشنّ حرب في سوريا؟ أنا لا أعتقد حدوث ذلك".

وبهذا المعنى، فإن استجابة الولايات المتحدة في سوريا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحروب في كل من العراق وأفغانستان، فضلاً عن الاضطرابات المشهودة في ليبيا والعراق عقب سقوط نظام معمر القذافي وصدام حسين.
إذ يقول بعض المحللين بأن إرغام بشار الأسد بالتخلي عن السلطة بوصفها نتيجة لعملية الانتقال - والتي كانت مطلباً رئيسياً للولايات المتحدة- يمكن أن تحفّز تدفقات جديدة للّاجئين وتعمّق الصراع الطائفي بين المسلمين الشيعة المدعومين من قبل إيران، والسنة الذين يحظون بدعم المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى.
"إنه لأمر مشروع القول أن ما يحدث الآن في سوريا هو أمر مروّع جداً بحيث يجب علينا أن نكون على استعداد للقيام بكل ما يلزم، ولكن علينا أن نكون على استعداد صادق للقيام بذلك"، كذلك قال فيليب غوردون، المساعد الخاص لأوباما في فترة 2013 إلى عام 2015، والزميل البارز الآن في مجلس العلاقات الخارجية: "أعتقد بأن الرئيس أوباما يسأل دائما نفسه السؤال حول ما سيحدث بعد ذلك: إذا قمنا بفعل X، فما الذي سيحدث بعد ذلك؟".
وبالعودة إلى فبراير، أكّد كيري حينها للجنة العلاقات الخارجية بأن الولايات المتحدة لن تسمح لروسيا أو لأي طرف آخر بالإفلات من انتهاك وقف إطلاق النار الموقّع في ذلك الوقت، وهي المبادرة التي فشلت أيضاً، إذ صرّح كيري حينها بأنه: "سيكون من الخطأ لأي أحد احتساب أن الرئيس أوباما سيقرر أنه إذا لم تنجح هذه العملية، فليس هنالك مجموعة أخرى من الخيارات، إذ أن أي شخص سيعتقد أنه سيفلت من العقاب على انتهاكاته، سيكون مخطئاً".
وكجزء من أحدث اتّفاق لوقف إطلاق النار والذي تمّ التوصل إليه في جنيف يوم 9 من سبتمبر، عرضت الولايات المتحدة مشاركة معلوماتها الاستخباراتية مع روسيا في استهداف المتطرفين الإسلاميين في سوريا، في ظل ما كان يعرف باسم "مركز التنفيذ المشترك"، ذلك التنازل الذي اعتبر بمثابة فوز لموسكو، ونقطة واسعة في الإفصاح عن المعلومات الاستخباراتية التي أوضح مسؤولو البنتاغون عدم ارتياحهم بشأنها.
لكن ذلك الأمر لم يحدث أبداً، إذ وفي غضون أيام، بات الجانبان متنازعان بشأن القصف الأمريكي على قوات الأسد، والذي قال عنه مسؤولون في البنتاغون بأنه كان حادثاً غير متعمّد، والهجوم الدموي الشرس على قافلة المساعدات الإنسانية من قبل الطائرات الروسية أو السورية، وقد نفت روسيا أنها كانت على خطأ، في حين انتقدت الولايات المتحدة "لفشلها في الوفاء بوعدها بفصل القوى المعتدلة التي تدعمها من الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة".
وبصورة متزايدة، نرى المسؤولون الأمريكيون يقولون بأن روسيا ستدفع ثمن أفعالها في سوريا، ليس بسبب ما قد تفعله إدارة أوباما، ولكن بسبب الاستياء والعنف التي أطلقت روسيا له العنان.
وقالت سامانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يوم الخميس: "إن ما تقوم به روسيا ليس فقط زرع بذور المأساة لهذا البلد وهذا الشعب وهذه الحضارة السورية الأبيّة، ولكنها تريد توليد المزيد من تدفق اللاجئين، والمزيد من التطرف"، كما استطردت قائلة: "إن ما تقوم به روسيا هو هدية لتنظيم الدولة، والمجموعات الإرهابية التي تزعم بأنهم تريد إيقافها".
تعليقات كتصريحات باور زادت الشكوك بأن الولايات المتحدة قد لا تملك أي خيارات أخرى، في حين أن كيري لا يقبل بالهزيمة -كما يقول هو بأن دوره في منصب أبرز دبلوماسي في البلاد هو البحث دونما توقّف عن حل سياسي- ولكن ما يخيّم الآن على لعبة الّلوم القائمة حالياً، هو واقع أن إدارة أوباما لم يتبقّ لها سوى أربعة أشهر فقط.
إذ قال السيناتور كوركر "ليس هنالك من خطة ب، إن المكان الوحيد الذي تتواجد فيه تلك الخطة هو في (الكلمات)".

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//