بلدي نيوز – (كنان سلطان)
قصفت طائرات تابعة للتحالف الدولي عند منتصف ليلة أمس الاثنين، أحد الجسور التي تصل بين مدينة الميادين وبلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي بعدة غارات، حيث تعرض الجسر والمعروف باسم (جسر الميادين) إلى التدمير وخرج عن الخدمة، والذي يعد من أكبر الجسور في محافظة دير الزور بعد جسر السياسية.
وأكد مصدر محلي لبلدي نيوز، تعرض عدة معابر مائية للقصف، يستخدمها الأهالي للعبور بين ضفتي نهر الفرات، حيث قصف المعبر المائي بين بلدتي (الشحيل) شمالاً وبلدة (البوليل) جنوبي النهر، فضلاً عن استهداف معبر (حوايج ذياب شامية) و(حوايج بومصعة) غرب دير الزور أيضاً.
وشهدت المنطقة تراجعاً في حركة البيع والشراء وجميع التداولات في أسواق الميادين، لعدم قدرة الأهالي على الوصول إليها عقب تدمير الجسر الذي يربط بين ما يطلق عليه محليا" شامية وجزيرة" وهي المناطق شرق وغرب الفرات.
ويرى الصحافي السوري (محمد حسان) أن التحالف غايته المعلنة هي قطع طرق إمداد تنظيم الدولة في محافظة دير الزور، وغيرها من مناطق سيطرته في سوريا والعراق، مشيراً إلى أن الهدف الذي تضمره جميع القوى المتحالفة هي تدمير البنية التحتية للمحافظة.
وبيّن (حسان) في حديث لبلدي نيوز أن التحالف يوم 8 أيلول الفائت ألقى عدة منشورات، يحث من خلالها المدنيين على الابتعاد عن الجسور ومراكز تكرير النفط بالطرق التقليدية (الحراقات)، كونها باتت (أهدافاً لطيرانه)، وأضاف "بعد إلقاء المنشورات وبتاريخ 10 أيلول بدأ القصف"، منوهاً إلى أن التنظيم أعاد إصلاح الجسور والمعابر التي استهدفها الطيران بعد مدة قصيرة.
وأردف حسان "القصية المركزية تتعلق بالجسور وليس الطرق الفرعية، والمتضرر الأول و الأخير هم المدنيون، وعلى وجه الخصوص في ريف دير الزور الشرقي، إذ لم يعد هناك سوى جسر العشارة، عقب استهداف جسر البوكمال" .
وتتمثل معاناة الأهالي في تلك المنطقة، بالجهد والتكاليف الكبيرة للعبور إلى الضفة الأخرى من النهر، وزيادة في الإنفاق المادي حيث كانت هذه الجسور توفر لهم عبوراً آمنا وغير مكلف.
وعن أهمية هذه الجسور بالنسبة لتنظيم الدولة، يقول الصحافي (حسان) "التنظيم يمكنه نقل أسلحته وعتاده الثقيل بدونها، ويسهل الاستغناء عنها لصالح استخدام المعابر المائية غير الرسمية، والتي تحتوي على سفن صغيرة، وهي قادرة على نقل معدات تصل أوزانها حتى 20 طناً، دون أي عناء وتتنقل بين ضفتي النهر بيسر.
ونوه إلى أن التنظيم قادر على استخدام هذه المعابر لنقل سلاحه ومقاتليه ومعداته، إنما الضرر الكبير سيعود على المدنيين في هذه المناطق، حيث سيضطرون إلى قطع مسافات أطول بعد قصف الجسور.
وأبدى حسان تخوفه من استهداف جسر العشارة الوحيد المتبقي في تلك المنطقة، الذي يربط شمالي النهر بجنوبه، مع وجود كتل سكانية كبيرة في الجهتين، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية ومزيد من التعقيد، على حد وصفه.
يشار إلى أن هناك شبكة طرق ومواصلات برية واسعة، لا يمكن للتحالف أن يعطل حركتها ويمكن للتنظيم الاستفادة منها للتنقل بدون أن يقطعها التحالف.
وكانت قد تعرضت مجموعة من الجسور في دير الزور للتدمير وهي "جسر الميادين، وجسر السياسية الذي فجرته مجموعات تابعة للنظام في المدخل الشمالي والوحيد للمدينة، بالإضافة إلى جسر (الباغوز) في البوكمال، وجسران في دير الزور".