بلدي نيوز-(كنان سلطان)
يواجه عشرات الآلاف من الطلاب السوريين في مناطق سيطرة الميليشيات الكردية مصيراً قاتماً، حيث تسعى هذه الميليشيات إلى فرض سياستها وهيمنتها على مفاصل الحياة، ومنها المؤسسات التعليمية على وجه الخصوص، وتحديداً الطلاب في مناطق سيطرة الوحدات الكردية، عقب القرارات المتلاحقة بخصوص التعليم في مناطقها.
فمع انطلاقة العام الدراسي الجديد قبل نحو أسبوعين، شهدت مدارس الحسكة إقبالاً ضعيفاً، بعد أن فرض ما يسمى "هيئة التربية والتعليم" التابعة للإدارة الذاتية التابعة لميليشيات "ب ي د" مناهجها الخاصة، حيث أقرت منهاج بثلاث لغات للعرب والأكراد والسريان، على أن يدرس كل منهاج وفق اعتبار تكرس التقسيم العرقي في المنطقة، من حيث أنها تعمل على إيجاد فروق، وفرز على أساس الهوية العرقية بين الأطفال.
مديرية التربية التابعة للنظام، أكدت أن أكثر من 600 مدرسة سوف تعمل التربية على إسقاطها من سجلاتها، وهي المدارس التي تقع ضمن نطاق سيطرة الميليشيات الكردية، ما يعني أن أكثر من 25 ألف طالب سيحرمون من التعليم، ومن خدمات الدولة، وفق برامج وزارة التربية التابعة للنظام و(التي تتلقى دعماً كبيراً من اليونسكو).
تأكيداً على ذلك أكد المشرف التربوي (عبيدة إبراهيم) أن هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية الكردية، أبلغتهم بقرارها الذي يقضي بالتزامهم تدريس المناهج الخاصة بالإدارة الذاتية الكردية، أو الرحيل عن المدرسة في حي العزيزة وباقي المناطق بمدينة الحسكة.
وأضاف (إبراهيم) لبلدي نيوز أن عدد من المدارس في ذات المنطقة، وجهت لها إنذارات لتسليمها لهيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية التابعة لميليشيا "ب ي د"، منوها إلى بعض التسريبات التي تقول بأن النظام يدرس جدياً قرار التخلي عن المعلمين في المحافظة، حيث يندرج ذلك في إطار التحضيرات التي تعمل عليها الإدارة الذاتية الكردية تمهيداً لإعلان قانونها الفدرالي.
مناهج خاصة!
وفرضت الإدارة الذاتية التابعة لميليشيا الاتحاد الديمقراطي مناهجها الخاصة لهذا العام على كامل المدارس الواقعة في مناطق سيطرتها، وبات التعليم وفق المنهاج الجديد ليشمل مرحلة التعليم الأساسي من الصف الأول وحتى الصف السادس، بما في ذلك المدارس في القرى العربية في مدن الحسكة والقامشلي وعامودا والدرباسية ورأس العين والريف الجنوبي للحسكة.
(محمد سلطان) أب لأربعة تلاميذ قرر أن يرسل أطفاله إلى المدارس الخاصة أملاً بتلقيهم تعليما يجنبهم الفشل مستقبلاً، منوها إلى عدم اعتراف أي جهة بقانونية مناهج الإدارة الذاتية الكردية، وفق ما أكده لبلدي نيوز، وأضاف "هذا هو العام الدراسي الثاني الذي يحرم فيه أطفالنا من التعليم، في مدارسهم التي اعتادوا عليها، ولا أمل في عودة الإدارة الذاتية عن قرارها هذا، في ظل تخلي النظام عن المنطقة".
مفاوضات!
مصادر خاصة من مديرية تربية النظام في الحسكة، أكدت أنه بدأ بمفاوضات مع ميليشيات "ب ي د" للتوصل إلى "صيغة توافقية"، حول أي مناهج ستدرس وعدد الساعات التي يجب أن تدرس بها اللغة الكردية!
من جانبها أعلنت الإدارة الذاتية أنها أعدت 7000 معلم، دون أي ذكر لطبيعة مؤهلاتهم التعليمية، بعد أن أعلنت أنهم تلقوا "دورات تدريبية" على مناهجها لمدة ثلاثة أشهر فقط.