بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
وزعت الولايات المتحدة الأمريكية نسخة عن اتفاق كيري لافروف خلال جلسات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها 71 المنعقدة في نيويورك منذ 20 أيلول الحالي، وتضمنت النسخة الموزعة الملحق (أ) فقط دون الإفصاح عن بقية الملاحق الأخرى للاتفاق.
وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الخميس، أن الوثيقة المتعلقة بالاتفاقية حول سوريا ليست سوى واحدة من خمس وثائق تم توقيعها في جنيف، 9 أيلول/سبتمبر.
وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو دعت مرارا الجانب الأمريكي إلى نشر هذه الوثائق، معتبرة أن ذلك سيسهم سواء بتنفيذ ما تنص عليه، أو في دفع عملية التسوية السورية إلى الأمام.
وتحوي نسخة الاتفاق على 6 صفحات الأربعة الأولى منها تتحدث عن معلومات تقنية لإدخال المساعدات عبر معبر الكاستيلو، فيما الصفحة الخامسة تتحدث عن آليات لإدخال القوافل الإغاثية من معبر الراموسة، وتتضمن الصفحة الأخيرة الملحق (أ) والذي لا يحوي على أي تفاصيل للحل السياسي في سورية وإنما حول تطبيق الآليات المذكورة منذ بدء إطلاق الهدنة في الموعد الذي أطلقت عليها اسم "د"، وبعد مضي سبعة أيام يقوم الطرفان بتشكيل مجموعة التنفيذ المشتركة من أجل محاربة جبهة النصرة "جبهة فتح الشام حالياً".
ويحوي الاتفاق على تفاصيل دقيقة في تحديد المواعيد وهذا ما يدل على انعدام الثقة بين الطرفين، لذلك بني الاتفاق على خطوات متتابعة للتنفيذ، وهذا من شأنه ما أفشل تنفيذ الاتفاق بعد أن لم يتحقق شرط وصول المساعدات الإنسانية ورفض قوات النظام الانسحاب من طريق الكاستيلو وجعلها منطقة منزوعة السلاح.
وتشير التصريحات الروسية إلى أن موسكو عادت لابتزاز واشنطن بإظهار الوثائق التي ترفض الأخيرة نشرها أو الإفصاح عنها، وكانت عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا قد طالبت بالكشف عن تلك الوثائق.
وأدت العلاقات المتوترة بين البيت الأبيض والكرملين إلى ترك أثر سلبي على أجواء اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية (ISSG) مساء أمس، والذي يستكمل اليوم الجمعة، حيث عبر المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عن أسفه لعدم التوصل إلى أي اتفاق من شأنه حماية الهدنة، وقال إن "الاجتماع كان مؤلمًا وصعباً، لكن الروس والأمريكان ما زالوا يبحثون عن مخرج".
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب اجتماع المجموعة الدولية في نيويورك "هناك أطراف لا تحترم ما توقع عليه معنا" في إشارة إلى روسيا، موضحاً أن وقف إطلاق النار يتوقف على التزام الجانب الروسي، مضيفاً إنه لا يوجد إرادة لدى روسيا والنظام باحترام وقف إطلاق النار.
وأكد كيري على ضرورة أن يتوقف القصف الجوي من روسيا والنظام، لافتاً إلى أن دون وقف إطلاق النار يصعب فصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة.