أكد المستشار الألماني أولاف شولتس في رسالة عبر منصة إكس أن اللاجئين السوريين الذين "اندماجوا بشكل جيد" في المجتمع الألماني مرحب بهم، وذلك في رد على دعوات من اليمين المتطرف بإعادتهم إلى بلادهم عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وقال شولتس إن أي شخص يعمل في ألمانيا ويعيش بشكل مندمج مع المجتمع "يستحق الترحيب هنا وسيفضل البقاء كذلك". وأضاف أن تصريحات بعض الأطراف في الفترة الأخيرة قد تسببت في إرباك وضع المواطنين السوريين في البلاد.
كما عبر شولتس عن تحفظه تجاه النقاشات الحالية حول عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، مؤكدًا على أهمية متابعة تطور الأوضاع في سوريا عن كثب قبل اتخاذ أي قرارات بشأن هذا الموضوع. وفي مقابلة مع قناة "ARD"، صرح شولتس بأنه "من الضروري أولًا دراسة الوضع بعناية لمعرفة ما يحدث في سوريا، ومن ثم سنرى ما إذا كانت الأوضاع ستسمح للسوريين بالعودة طوعًا والمشاركة في إعادة إعمار بلادهم."
وأضاف المستشار الألماني أنه يجب ضمان أن سوريا توفر بيئة آمنة قانونيًا وتضمن العيش المشترك بين مختلف الديانات، مشيرًا إلى أن هذه المهمة تتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة من الدول المعنية. ورغم ذلك، أشار إلى أن الوضع في سوريا لا يزال "خطيرًا للغاية" في الوقت الحالي.
من جهة أخرى، أفادت مجلة "دير شبيغل" بأن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا (BAMF) قد أوقف النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين. وقد أشار النائب في حزب "الخضر" أنطون هوفريتر إلى ضرورة عدم تشديد سياسة الهجرة تجاه اللاجئين السوريين في حال رحيل الأسد عن السلطة.
كما طالب المتحدث باسم السياسة الخارجية لحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، يورغن هاردت، بتقييم جديد لاحتياجات اللجوء في ضوء التغيرات السياسية في سوريا. ووفقًا لإحصاءات مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، بلغ عدد السوريين المقيمين في ألمانيا نحو 970 ألفًا في نهاية 2023، مع تقديم أكثر من 37 ألف طلب لجوء في النصف الأول من 2024.
وشهدت ألمانيا ودول أوروبية أخرى مثل النمسا والسويد تعليقًا في النظر في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين، حيث عبرت مرشحة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، أليس فايدل، عن رفضها استقبال المزيد من اللاجئين عبر منشور على منصة إكس.
وفي المقابل، أظهرت دراسة حديثة أن العودة المحتملة للاجئين السوريين إلى بلادهم قد تؤدي إلى تفاقم نقص العمالة في القطاعات الحيوية في ألمانيا، مثل المستشفيات والنقل. وأشار شولتس إلى أن هناك حوالي 5 آلاف طبيب سوري يعملون في المستشفيات الألمانية حاليًا، مما يبرز أهمية وجودهم في النظام الصحي.
يُذكر أن معظم السوريين في ألمانيا وصلوا بعد اندلاع الحرب الأهلية في 2011، وخاصة خلال "أزمة الهجرة" في 2015، ويعيش العديد منهم في البلاد بصفة لاجئين، بينما حصل بعضهم على الجنسية الألمانية، في حين لا يزال الكثير منهم عرضة للترحيل.