كشف مصدر رسمي في القطاع الزراعي لـلصحيفة الوطك الموالية عن نقاش يدور لرفع سعر الأسمدة وخاصة مادة سماد اليوريا، موضحاً أن معدل الزيادة سيكون طفيفاً بحدود 5 بالمئة لكن لم يصدر قرار بعد بذلك وحالياً الموضوع قيد النقاش والتشاور مع الجهات المعنية في القطاع الزراعي، علماً أن سعر مبيع طن سماد اليوريا العام الماضي (الموسم الماضي) كان محدد بـ8.9 ملايين ليرة.
بينما أوضح مصدر في الاتحاد العام للفلاحين أنه لا علم لديهم حتى الآن بذلك وسيتم التواصل للتأكد من الموضوع وأنه من حيث المبدأ لا مبرر لأي زيادة على أسعار الأسمدة وخاصة أن أسعار الصرف شبه مستقرة منذ أشهر وأي زيادة ستكون مؤثرة سلباً على الفلاح وقدرته على تأمين مستلزمات الإنتاج ومنها الأسمدة وبالتالي على رغبته في الزراعة.
بينما تفيد مصادر أخرى أنه تم (التعاقد) في التجارة الخارجية على شراء 12500 طن من سماد اليوريا و10 آلاف طن من سماد السوبر فوسفات في حين يتم العمل لإنجاز عقود للمقايضة مع بعض الدول التي يتوفر لديها الأسمدة (اليوريا) وترغب في المقايضة بالفوسفات، علماً أن لدى مستودعات المصرف الزراعي حالياً نحو38 ألف طن من الأسمدة (مخازين من الموسم الماضي) في حين توضح وزارة الزراعة أنها بحاجة إلى 80 ألف طن من سماد اليوريا و50 ألف طن من سماد السوبر فوسفات.
ويرى الكثير من الفلاحين ضرورة تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الأسمدة قبل بداية الموسم الزراعي المقبل لعدم حدوث سوق سوداء واستغلال حاجة الفلاح ورفع الأسعار لمستويات لا يمكن للفلاح أن يستطيع شراءها وبالتالي يسبب عزوف شريحة من الفلاحين عن الزراعة وكانت وصلت أسعار الأسمدة (اليوريا) في مواسم ماضية وفي بعض المحافظات لحدود 20 مليون ليرة قبل أن تعاود في نهاية الموسم لتنخفض لتستقر في حينها عند 10 ملايين ليرة وخاصة المحافظات الساحلية بحكم الزراعات المحمية وارتفاع الطلب على الأسمدة وخاصة اليوريا.
والواضح أن مسألة العرض والطلب وقدرة الجهات الزراعية الرسمية على تأمين الاحتياجات من الأسمدة في مختلف أنواعها هما من يسمح بحدوث سوق سوداء من عدمه والتحكم في الأسعار في هذه السوق بحال حدوثها، وكانت تجارب الأعوام الأخيرة تظهر المسألة حيث انخفضت الأسعار في السوق السوداء لأكثر من 50 بالمئة عند توفر الأسمدة وبيعها بشكل مباشر وميسر للفلاحين عبر مكاتب ومستودعات المصرف الزراعي في المحافظات، علماً أن هناك كميات مهمة من أسمدة الفوسفات يتم إنتاجها محلياً ويتم تغطية جزء من الاحتياجات من الأسمدة الآزوتية من معمل أسمدة حمص في حين يتم استكمال هذه الاحتياجات (أسمدة اليوريا) عبر تأمينها عبر نظام المقايضة مع بعض الدول التي ترغب في المقايضة