شهدت بلدة أبو النيتل شمالي دير الزور حادثة مأساوية يوم الأحد، حيث فقد ثلاثة عمال حياتهم نتيجة استنشاقهم غازات سامة أثناء عملهم في حراقات النفط البدائية. وأفادت مصادر محلية بأن الضحايا هم إبراهيم العبسي، حسين العناد، وأحمد العبد الرزاق، بينما أصيب اثنان آخران بحالات اختناق خطيرة. تسبب استنشاق الغازات السامة في حالات إغماء وبلع للسان، مما أدى إلى الوفاة.
حراقات النفط البدائية تنتشر بشكل عشوائي في المناطق التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في ريف دير الزور الشمالي. هذه الحراقات تعتمد على استجرار النفط الخام من الحقول التي تسيطر عليها "قسد" لتكريره وتحويله إلى مواد مشتقة مثل المازوت والبنزين، حيث يتم بيعه لـ"الإدارة الذاتية" أو للتجار.
ورغم فوائدها الاقتصادية، تشكل هذه الحراقات تهديداً صحياً وبيئياً كبيراً على حياة السكان المحليين، حيث تتسبب الأدخنة والانبعاثات المتصاعدة منها في أضرار جسيمة للجهاز التنفسي وتدهور البيئة الزراعية. وأكد مزارعون في المنطقة تراجع إنتاج الأراضي نتيجة التلوث الناتج عن الحراقات.
النفط في دير الزور والحسكة يعد شرياناً اقتصادياً مهماً، حيث تستخرج "قسد" يومياً ما لا يقل عن 150 ألف برميل من النفط، وتدر على خزائنها ما يقرب من 2.5 مليار دولار سنوياً من مبيعات النفط للنظام السوري، الأسواق المحلية، وشمالي العراق.