سلمت روسيا للنظام قطعًا حجرية "أثرية" ادعت أنها اكتشفتها في مدينة تدمر، وزعمت أن هذه القطع تعود إلى "العصر الآشوري". وفقًا لتقرير شبكة "روسيا اليوم"، تمت عملية التسليم في 8 أكتوبر الجاري بمشاركة ممثلين عن أكاديمية العلوم الروسية. ادعى التقرير أن هذه القطع، التي تعود إلى القرنين الثاني قبل الميلاد والأول الميلادي، تم اكتشافها من قبل الجيش الروسي في مناطق كانت خاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة، وكانت معدة للتهريب إلى السوق السوداء.
لكن، التسجيل المصور المرفق مع التقرير أظهر أن النقوش على الأحجار تشير إلى ارتباطها بمنطقة تدمر، لكنها تعود إلى الحقبة الهلنستية (الإغريقية-الرومانية)، وليس إلى العصر الآشوري كما زعمت روسيا. يُذكر أن الحقبة الآشورية تسبق الفترة الهلنستية بعدة قرون، مما يثير الشكوك حول دقة المزاعم الروسية بشأن أصول هذه القطع.
تتزامن هذه الخطوة مع جهود روسيا للفت انتباه العالم إلى دمار آثار تدمر بغرض جلب تمويل دولي لإعادة ترميمها، وهو ما يتضح من التصريحات الرسمية الروسية منذ عدة سنوات. في عام 2020، صممت موسكو نموذجًا ثلاثي الأبعاد يوثق حجم الدمار في المدينة الأثرية، في إشارة إلى محاولتها إثبات وصايتها على الآثار السورية، بما في ذلك توقيع اتفاقيات مع النظام السوري لهذا الغرض.
يبدو أن هذه التحركات الروسية تأتي في إطار مساعيها لتأمين دور رئيسي في إعادة إعمار تدمر والحصول على التمويل اللازم، رغم اتهامات سابقة لروسيا بسرقة وتهريب الآثار السورية.