أعلن مدير الحراج في وزارة الزراعة، علي ثابت، عن زيادة خطر الحرائق في بعض المناطق الحراجية الساحلية خلال العشرة أيام المقبلة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة. تشمل المناطق المعرضة للخطر غابات الفرنلق والربيعة، حيث يتكون الغطاء النباتي فيها بشكل رئيسي من الصنوبر البروتي، الذي يُعتبر أكثر حساسية للاشتعال، كما يمتد الحريق في حال حدوثه إلى مساحات واسعة. وأشار ثابت أيضًا إلى الغابات العريضة الأوراق الموجودة على السفح الشرقي من سلسلة الجبال الساحلية، والتي تمتد من مناطق جبلة إلى بانياس وبعض المناطق الأخرى في طرطوس.
وذكر ثابت أن شهري أيلول وتشرين الأول يعدان الأكثر شيوعًا لاندلاع الحرائق سنويًا، ويرجع ذلك إلى عجز الغطاء النباتي عن تأمين المياه في هذين الشهرين، بالإضافة إلى توفر العوامل الثلاثة التي تؤدي إلى نشوب الحرائق: الوقود، الأوكسجين، والمصدر الحراري. وأكد أن وزارة الزراعة تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة خطر الحرائق من خلال تهيئة العناصر الحراجية، وتوفير فرق الإطفاء، والمخافر، وعناصر الضابطة الحراجية.
كشف ثابت عن وقوع حوالي 230 حريقًا حراجيًا منذ بداية العام، مما أدى إلى احتراق نحو 210 هكتارات. وأوضح أن 96% من الحرائق ناتجة عن الأنشطة البشرية، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة. على سبيل المثال، في موسم حصاد الزيتون، تلجأ العائلات إلى حرق المخلفات الناتجة عن تنظيف الأراضي وتقليم الأشجار، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على النيران وانتشارها إلى الأراضي الحراجية.
وأشار ثابت إلى وقوع حرائق مفتعلة بشكل متعمد، دون أن يتمكنوا من تحديد الفاعلين. كما ذكر أن حوالي 19 حريقًا حدثت هذا العام نتيجة لمكبات القمامة المتاخمة للأراضي الحراجية، مثل مكب منطقة السنديانة في وادي العيون ومكبات أخرى في مصياف. وقد تواصلت وزارة الزراعة مع وزارة الإدارة المحلية عدة مرات لإزالة هذه المكبات من المناطق الحراجية، نظرًا للأضرار الكبيرة التي تسببها.
لفت ثابت إلى أن حرائق الغابات ليست جديدة على سوريا، نظرًا لموقعها في المنطقة المتوسطية، حيث يعتبر الحريق جزءًا من النظام البيئي. ومع ذلك، فإن حجم الحرائق الحالي يتجاوز المعدلات الطبيعية، إذ كان من المفترض أن يحدث حريق في المنطقة كل 50 عامًا، لكن التغيرات المناخية والأنشطة البشرية أدت إلى تكرار الحرائق بشكل أكبر. وأشار إلى أن أكثر الأعوام شدة في حرائق الغابات كان عام 2020، حيث امتدت النيران على مساحة تجاوزت 11 ألف هكتار.
كما نوّه مدير الحراج بسرعة استعادة الغطاء النباتي الذي فقد في حرائق عام 2020، حيث تم استعادة معظم المناطق باستثناء تلك التي تعاني من انجرافات كبيرة بسبب وقوعها على منحدرات. وتحتاج هذه المناطق إلى فترة زمنية طويلة لاستعادة الغطاء النباتي.
تشير تصريحات مدير الحراج إلى ضرورة اتخاذ تدابير وقائية عاجلة لمواجهة خطر الحرائق، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية، مما يستدعي تنسيق الجهود بين مختلف الوزارات والجهات المعنية لحماية الغابات والحفاظ على البيئة في سوريا.