تشير المعلومات المتاحة إلى أن "حزب الله" قام بتنفيذ إجراءات استدعاء لقواته من سوريا ودول أخرى بسبب تصاعد التوترات العسكرية والسيبرانية مع إسرائيل، حيث شملت هذه الإجراءات وحدات النخبة، مثل "وحدة الرضوان"، التي عادت من محافظات حلب ودير الزور وقطاعات البادية السورية. تلك العملية تُظهر تركيز الحزب على تعزيز قواته في جنوب لبنان استعداداً لأي تصعيد محتمل مع إسرائيل، وذلك بالتوازي مع إعادة تموضع بعض وحداته في مواقع جديدة داخل سوريا.
العودة إلى لبنان تمت بسرية عالية، مع استخدام الحزب لأساليب تمويه متنوعة لتجنب استهداف عناصره من قبل الطائرات الإسرائيلية المسيرة، مما يعكس حساسية الأوضاع الأمنية في المنطقة. عودة المقاتلين تمت عبر ممرات تهريب حدودية، بالإضافة إلى الطرق القانونية، مع تفضيل العودة في مجموعات صغيرة وعلى فترات زمنية متباعدة.
لم يقتصر الاستدعاء على قوات "حزب الله" فقط، بل شمل أيضًا كوادر قيادية ومدربين من العراق واليمن، والذين يشرفون على تطوير واستخدام أنظمة صاروخية وطائرات مسيرة في اليمن وسوريا. هذه التحركات تشير إلى توجيه استراتيجي مشترك من إيران لتعزيز الجبهات العسكرية ضد إسرائيل، وخاصة مع انخراط ميليشيات عراقية مثل "كتائب سيد الشهداء" في مراحل متقدمة من الصراع مع إسرائيل.
الاستدعاءات تأتي في إطار التصعيد الإسرائيلي على مختلف الجبهات، إلا أن هذا الاستدعاء لا يعني انسحاباً تاماً لـ "حزب الله" من سوريا، حيث أن عودته إلى سوريا مستقبلاً تعتمد على ما ستؤول إليه الأمور في لبنان، خاصة إذا ما تم التوصل إلى اتفاق ينهي حالة التصعيد القائمة.