تأتي تصريحات وزارة الخارجية الأميركية حول تفجيرات أجهزة الاتصال "بيجر" التي استخدمها "حزب الله" في سوريا ولبنان لتؤكد عدم علم الولايات المتحدة مسبقًا بتلك التفجيرات وعدم تورطها فيها. حيث أوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أن بلاده ليست متورطة، مشيراً إلى أنهم "في مرحلة جمع المعلومات" حول الحادثة.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن التفجيرات، أشار ميلر إلى تصاعد الأحداث منذ أكتوبر الماضي على طول الخط الأزرق، مما يزيد من مخاطر التصعيد بين الأطراف المتنازعة. وأعرب عن قلق الولايات المتحدة المستمر من أي حوادث قد تؤدي إلى تصعيد أكبر، مؤكداً على ضرورة السعي نحو حل سياسي.
وأوضح ميلر أن الولايات المتحدة ترى صعوبة في التوصل إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل و"حزب الله" في الشمال، في ظل استمرار الصراع في غزة وغياب وقف إطلاق النار هناك. وأكد أن الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة قد يساعد في تمهيد الطريق أمام حل أوسع يشمل كافة الأطراف.
من جهة أخرى، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن تورط إسرائيل في زرع متفجرات داخل أجهزة اتصال "بيجر" طلبها "حزب الله" من شركة تايوانية، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة نحو ثلاثة آلاف في تفجيرات متزامنة. وأفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي كان يخطط لاستخدام هذه المتفجرات في حالة اندلاع حرب شاملة مع "حزب الله"، إلا أن الشكوك التي أثارها اثنان من أعضاء الحزب دفعت إسرائيل إلى تنفيذ العملية في وقت مبكر.
تُسلط هذه الحادثة الضوء على تزايد التوترات في المنطقة، وتؤكد على أهمية استمرار الجهود الدبلوماسية لتفادي التصعيد وتحقيق استقرار مستدام.