شهدت بلدة الوزاني اللبنانية، ، نزوح عشرات اللاجئين السوريين إثر توزيع منشورات ورقية من قبل الجيش الإسرائيلي تدعو السكان لمغادرة المنطقة. ووفقًا لوكالة "الأناضول"، غادر حوالي 150 سوريًّا المنطقة، حيث يتواجد فيها حوالي 65 خيمة يقيم فيها سوريون يعملون في الزراعة. جاءت هذه الهجرة الجماعية خشية من ضربات إسرائيلية محتملة مشابهة لتلك التي تحدث في قطاع غزة.
وقد توزع النازحون بين منطقة البقاع اللبنانية ومناطق جنوب لبنان، ولكن على مسافة بعيدة من الحدود مع إسرائيل.
تفاصيل المنشورات الإسرائيلية
ألقت قوات الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، منشورات ورقية على قرى جنوبي لبنان، تحث فيها السكان على إخلاء المنطقة. جاء في تلك المنشورات تحذيرات صريحة، حيث أشارت إلى أن "حزب الله" يطلق النار من هذه المناطق، وحثّت السكان والنازحين على المغادرة الفورية إلى مناطق شمالية حتى الساعة الرابعة مساءً. كما تضمنت المنشورات تهديدات بأن أي شخص يبقى في المنطقة بعد الموعد المحدد سيتم اعتباره "إرهابيًا" وسيُستباح دمه، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي سيتخذ إجراءات قاسية للتأكد من إخلاء المنطقة بالكامل.
وفي رد فعل على هذه العملية، أكد الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية أن اللواء 769 هو من قام بإلقاء المنشورات دون الحصول على موافقة قيادة الشمال، وأن تحقيقًا قد فتح بشأن هذا الأمر.
التصعيد على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية
تأتي هذه التطورات في إطار التصعيد المستمر منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. إذ تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية اشتباكات شبه يومية بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى. وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل نحو 610 أشخاص على جانبي الحدود، بينهم حوالي 400 عنصر من "حزب الله"، بينما أعلنت تل أبيب عن مقتل 24 عسكريًا و26 مدنيًا نتيجة القصف من الأراضي اللبنانية.
استهدافات سابقة للاجئين السوريين
التصعيد الإسرائيلي الأخير في جنوب لبنان لم يقتصر على استهداف "حزب الله" وحده، بل طال اللاجئين السوريين أيضًا. ومن أبرز تلك الحوادث، عندما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على معمل للأحجار في أطراف بلدة وادي الكفور شمالي النبطية، ما أسفر عن مقتل حارس المعمل السوري وعائلته بالكامل، إلى جانب عدد من العمال السوريين، وإصابة خمسة آخرين بجروح.
تداعيات إنسانية
نزوح اللاجئين السوريين في الجنوب اللبناني يفاقم الأوضاع الإنسانية المعقدة في المنطقة، حيث يعيش هؤلاء اللاجئون في ظروف صعبة ويواجهون تهديدات متزايدة جراء النزاع الدائر.