كشف تقرير موقع "أكسيوس" الأميركي تفاصيل عملية إسرائيلية واسعة النطاق استهدفت مصنعاً للصواريخ الدقيقة تحت الأرض في مدينة مصياف السورية، والتي تعود لبناء إيراني بالتعاون مع "حزب الله" والنظام السوري. العملية، التي وقعت ليل الأحد الإثنين الماضي، تمثل تطوراً نوعياً في العمليات الإسرائيلية داخل سوريا، كونها لم تقتصر على الغارات الجوية بل تضمنت إنزالاً جوياً واشتباكات مباشرة.
وفقاً للتقرير، قامت وحدة النخبة "شالداج" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بتدمير المنشأة الإيرانية تحت الأرض، وهي منشأة بدأت إيران بتشييدها عام 2018 بعد سلسلة من الضربات الجوية التي استهدفت البنية التحتية لإنتاج الصواريخ الإيرانية في سوريا. وأكدت مصادر خاصة لـ"تلفزيون سوريا" أن العملية تضمنت استخدام الحبال في الإنزال الجوي من مروحيات إسرائيلية، دون أن تهبط على الأرض، كما شملت مواجهات عنيفة أدت إلى مقتل ثلاثة سوريين وأسر شخصين إيرانيين.
المنشأة المستهدفة كانت تعتبر محمية بشكل كبير لكونها تقع داخل جبل في مصياف، الأمر الذي جعلها حصينة ضد الضربات الجوية الإسرائيلية. وقد كانت الخطة الإيرانية تهدف إلى إنتاج صواريخ دقيقة متوسطة المدى داخل هذه المنشأة، لتسليمها بسرعة إلى "حزب الله" في لبنان، مما يقلل من خطر تعرضها لغارات إسرائيلية أثناء عملية النقل.
المخابرات الإسرائيلية كانت على علم بوجود المنشأة وراقبتها لأكثر من خمس سنوات تحت الاسم الرمزي "الطبقة العميقة". وأشارت المصادر إلى أن الإسرائيليين أدركوا منذ البداية أن تدمير المنشأة يتطلب عملية برية، حيث فشلت الضربات الجوية في تحقيق الهدف المنشود بسبب موقعها المحصن.
وفقاً للتقرير، تم إطلاع الإدارة الأميركية مسبقاً على العملية ولم تعارضها، مما يعكس التعاون الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في ما يتعلق بالعمليات العسكرية الحساسة في سوريا.
يُعتبر تدمير هذا المصنع ضربة قوية للمجهود الإيراني وحزب الله لإنتاج صواريخ دقيقة على الأراضي السورية، وقد أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن العملية كانت قيد الدراسة منذ عدة سنوات لكن تم تأجيلها بسبب المخاطر العالية.