كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة "مانديانت" الأمريكية للأمن الإلكتروني عن وجود مجموعة قرصنة إيرانية تدير شبكة معقدة من الشركات الوهمية للموارد البشرية، تستهدف من خلالها إيقاع جواسيس من مسؤولي الأمن القومي في دول مثل سوريا، لبنان، وإيران. وتأتي هذه العملية في إطار حملة أوسع مرتبطة بمجموعة "شارمينج كيتين"، التي تُنسب لاستخبارات "الحرس الثوري" الإيراني، والمعروفة باختراقاتها السيبرانية السابقة، بما في ذلك الهجوم على حملة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
الدراسة أوضحت أن القراصنة الإيرانيين نفذوا عملياتهم بحيث تظهر وكأنها مدارة من قبل إسرائيليين، مما يعزز من قدرتهم على الإيقاع بجواسيس محتملين، ويزيد من تعقيد مهمة رصدهم. وقد تركزت جهودهم على جمع معلومات حساسة تتعلق بعناوين وبيانات الاتصال، إضافة إلى تفاصيل أخرى تتعلق بالسيرة الذاتية للمستهدفين، مما قد يوفر للاستخبارات الإيرانية أدوات قوية لتحديد الأفراد المستعدين للتعاون مع الدول المعادية لها.
كما أشارت الدراسة إلى أن هذه العملية اعتمدت بشكل أساسي على منصات التواصل الاجتماعي لنشر روابط الشركات الوهمية، مما يجعل من الصعب تحديد عدد الضحايا الفعليين. وقد تشكل هذه البيانات المجمعة مصدرًا محتملاً لاستغلالها في المستقبل من قبل الاستخبارات الإيرانية.
هذا الاكتشاف يعكس مدى تطور التكتيكات الإيرانية في مجال الحرب السيبرانية، ويدعو إلى زيادة اليقظة والتحقق من مصادر التوظيف، خاصة في البيئات الأمنية الحساسة.