أعدت شبكة "السويداء 24" تحقيقاً يكشف عن عملية احتيال واسعة النطاق تعرض لها مئات السوريين الذين تم توظيفهم للعمل في ليبيا من خلال شركة سورية تدعى "الأيادي الذهبية للعمالة والتوظيف". هذه الشركة يديرها رجل أعمال يحمل الجنسية الليبية، وهو عبد الإله محمود الدج، المحكوم عليه بالإعدام في ليبيا بتهمة تهريب المخدرات، والمدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية.
الشركة أعلنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن فرص عمل مغرية في ليبيا، وأكدت أنها تعمل بموجب عقود رسمية مع الحكومة الليبية، وتوفر رواتب ممتازة وظروف عمل مناسبة. لكن الواقع كان بعيدًا عن هذه الوعود، حيث اكتشف العمال الذين تم توظيفهم أن رواتبهم قد خُفضت إلى 400 دولار شهريًا، وأن ظروف السكن والطعام كانت سيئة للغاية، فضلاً عن عدم دفع الرواتب لمدة تجاوزت 55 يومًا.
العمال السوريون الذين يعانون من هذه الظروف قاموا بتنظيم احتجاجات للمطالبة بتحسين ظروف العمل ودفع مستحقاتهم، ولكن دون جدوى، حيث قوبلت مطالبهم بوعود كاذبة من قبل إدارة الشركة، وتعرضوا لمعاملة قاسية من السلطات المحلية الليبية، بما في ذلك اقتحام أماكن سكنهم من قبل الشرطة.
التحقيق يوضح أيضًا أن عبد الإله محمود الدج، رئيس مجلس إدارة الشركة، متورط في عمليات تهريب مخدرات من سوريا إلى ليبيا، وهو مدرج على قوائم العقوبات الأميركية والأوروبية بتهم تتعلق بقيادة عمليات تهريب الكبتاغون. وبالرغم من إدانته في ليبيا، إلا أنه تمكن من الظهور مجددًا في سوريا كرجل أعمال بارز يمتلك نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا، مما يثير تساؤلات حول كيفية تمكنه من العودة إلى النشاط الاقتصادي رغم سجله الإجرامي.
هذا التحقيق يسلط الضوء على حجم المعاناة التي يتعرض لها العمال السوريون في الخارج، وخاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والاضطرابات السياسية في المنطقة.