يعيش سكان قرية النيرب في شمال غربي سوريا تحت تهديد مستمر بسبب الهجمات المتكررة بالطائرات المسيرة التي تنفذها قوات النظام هذه الطائرات، المحملة بالمواد المتفجرة، أصبحت جزءاً من الواقع اليومي للسكان، مما أجبر الشبان المحليين على الخروج في ساعات مبكرة من الفجر، حاملين بنادق الصيد التي كانت مخصصة لصيد الأرانب والطيور، للدفاع عن منازلهم وممتلكاتهم.
عبد الرحمن المحمد، شاب يبلغ من العمر 29 عاماً من النيرب، يروي كيف تحولت بنادقهم من أدوات للصيد إلى أسلحة للدفاع عن القرية من هذه المسيرات القاتلة. منذ أواخر عام 2023، تصاعدت وتيرة الهجمات بالطائرات المسيرة، مستهدفة مناطق شمال غربي سوريا، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير ممتلكات المدنيين.
في 9 يوليو/تموز، تعرضت النيرب لهجوم من سبع طائرات مسيرة، أسفر عن تدمير سيارات مدنية، لكن الأهالي تمكنوا من إسقاط اثنتين منها باستخدام بنادقهم. هذا التصعيد الخطير تضمن 60 هجوماً بالطائرات المسيرة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مستهدفاً 21 قرية، معظمها في سهل الغاب المتصل بريف إدلب، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.
حسن الحسن، مدير في منظمة الدفاع المدني السوري، أوضح أن هذه الهجمات استهدفت بشكل رئيسي المركبات المتحركة، بما في ذلك سيارات الإسعاف والطوارئ، دون سبب واضح لهذا التصعيد. ويرى السكان أن الهدف من هذه الغارات هو إرغامهم على النزوح قبل أن تبدأ قوات النظام باجتياح المنطقة. ومع ذلك، لم يتم التحقق من مصدر تلك الطائرات المسيرة، رغم أن بعض المراقبين يشيرون إلى أنها قد تكون مصنعة محلياً.
الأضرار الناجمة عن هذه الهجمات ليست مادية فقط، بل تمس أيضاً مصادر رزق السكان. الطرق الرئيسية، الحقول، المنازل، والأسواق تعرضت للدمار، مما أضاف أعباءً مالية كبيرة على الأهالي. حسين العلي، المعروف بأبي نزار، مثال على ذلك، حيث تضررت شاحنته التي يعتمد عليها في عمله الزراعي، مما أجبره على تحمل تكاليف إصلاحها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
يواصل سكان النيرب مقاومة هذه الهجمات بوسائلهم المحدودة، في محاولة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم من التهديد المستمر الذي يحيط بهم.