تظهر عملية تدريب "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" على أنظمة الدفاع الجوي "أفنجر - Avenger" من قبل القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا كخطوة ذات أهمية استراتيجية تتجاوز مجرد تعزيز قدرات هذه القوات على الدفاع الجوي. يأتي هذا التطور في سياق يشهد تغيرات في السياسة الخارجية الأميركية، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تقليل وجودها العسكري المباشر في منطقة الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن استمرار هجمات الميليشيات الإيرانية على القواعد الأميركية في سوريا، خاصة بعد أحداث غزة الأخيرة، دفع واشنطن إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة.
تزويد "قسد" بأنظمة "أفنجر" يحمل في طياته تداعيات استراتيجية قد تؤثر على ديناميكيات الصراع في سوريا، وربما المنطقة بأكملها. من جهة، يعزز هذا القرار من قدرة "قسد" على مواجهة التهديدات الجوية، خاصة الطائرات المسيرة التي أصبحت تشكل تحدياً كبيراً في الحروب الحديثة. ومن جهة أخرى، يمكن أن يؤدي إلى تصاعد التوترات مع تركيا التي تعتبر "قسد" امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK) وتعارض أي دعم عسكري أميركي لهذه القوات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يرى النظام السوري وحلفاؤه في هذه الخطوة إشارة إلى نية الولايات المتحدة الاستمرار في لعب دور طويل الأمد في النزاع السوري، مما قد يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد. ومع ذلك، يمكن أن يساعد تعزيز قدرات "قسد" في تحقيق استقرار أكبر في شمالي سوريا، من خلال تقليل اعتماد هذه القوات على الدعم العسكري الأميركي المباشر في مواجهة التهديدات المختلفة، بما في ذلك تنظيم داعش.
توقيت هذا القرار يبدو أنه مرتبط بزيادة الهجمات على القواعد الأميركية في سوريا، بالإضافة إلى تكثيف تركيا عملياتها العسكرية ضد "قسد". تعزيز الدفاعات الجوية لـ"قسد" قد يُنظر إليه كخطوة تهدف إلى حماية مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة غير مستقرة، ولكن يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستؤدي إلى تعزيز الاستقرار أم إلى تصعيد التوترات.
المصدر تلفزيون سوريا