يأتي تثبيت حاجز التفتيش الجديد على دوار العنقود في مدخل مدينة السويداء الشمالي من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في سياق تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة، ويثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الخطوة. بينما يزعم "مصدر على صلة بالأجهزة الأمنية" أن الغرض الأساسي من الحاجز يتعلق بمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، إلا أن تحركات النظام في السويداء تثير الكثير من الشكوك، خاصة في ظل التحركات الأخيرة ضد الحواجز الأمنية في المحافظة.
النقطة التي تعزز هذه الشكوك هي تجهيز الحاجز بالإنترنت، ما يشير إلى احتمال استخدامه لإجراءات أمنية رقمية مثل "الفيش" الأمني، رغم أن الحواجز الأخرى في المحافظة لا تخضع لهذا النظام منذ عام 2017. هذا يعكس احتمال وجود أهداف خفية تتعلق بمراقبة السكان المحليين أو تصعيد الضغوط الأمنية على المنطقة، التي شهدت في السابق احتجاجات ومظاهرات ضد الوجود العسكري والأمني للنظام.
التوتر بين الفعاليات المدنية والدينية في السويداء وبين النظام يظهر في التواصل الذي أجراه الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، مع القيادة الروسية للتعبير عن رفض تحركات النظام، في إشارة إلى حجم الاستياء الشعبي من هذه الإجراءات. هذا الرفض الشعبي، إلى جانب استنفار الفصائل المحلية وخروج مظاهرات تندد بنصب الحاجز، قد يزيد من تعقيد الوضع ويجعل من الصعب على النظام فرض سيطرته على المحافظة دون مواجهة تصعيد أكبر.
في ضوء هذا السياق، يبدو أن الحاجز الجديد في دوار العنقود قد يتحول إلى نقطة اشتعال جديدة في الصراع الدائر في سوريا، حيث يتداخل العنف الأمني مع المقاومة الشعبية في المناطق التي ترفض الهيمنة الأمنية للنظام.