النظام ....والتوازن الصعب الذي يسعى إلى تحقيقه - It's Over 9000!

النظام ....والتوازن الصعب الذي يسعى إلى تحقيقه

التقارير تشير إلى تزايد التوترات بين النظام بقيادة بشار الأسد وبين حلفائه التقليديين، حزب الله وإيران، وذلك على خلفية التوصيات الروسية للنظام بضرورة الابتعاد قليلاً عن النفوذ الإيراني. يأتي هذا التوتر في سياق تطورات إقليمية ودولية معقدة، حيث يبدو أن روسيا تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا على حساب إيران، خاصة بعد نصيحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأسد بالتركيز على مصالح سوريا الخاصة بدلاً من الرضوخ للمطالب الإيرانية.

الزيارة الأخيرة لرئيس جهاز المخابرات العام، اللواء حسام لوقا، إلى لبنان ولقائه مع قادة من حزب الله دون لقاء الأمين العام حسن نصرالله تعكس جزءاً من هذا التوتر. اللقاء تناول قضايا إقليمية متعلقة باللاجئين والحرب الدائرة في جنوب سوريا، وكذلك العلاقات المتوترة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شرق سوريا.

كما أشار لوقا إلى زيارته لرومانيا ولقائه مع رئيس جهاز الاستخبارات الروماني، في إطار جهود لتطبيع العلاقات السورية مع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

تلك التطورات، وفقاً لمصادر دبلوماسية، تشير إلى أن النظام السوري بات يميل أكثر نحو خيارات روسية تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما يمكن أن يتضح أكثر في حال تحققت المصالحة المحتملة بين النظام وتركيا، برعاية روسية.

في هذا السياق، طلبت موسكو من إيران رد فعل محدود على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وهو ما قد يشير إلى سعي روسيا للسيطرة على أي تصعيد محتمل في المنطقة يهدد مصالحها. يبدو أن إيران تتجاوب مع هذه التوجيهات الروسية، مما يعكس واقعاً جديداً في العلاقات بين الحلفاء التقليديين، حيث يتم تحجيم الدور الإيراني لصالح زيادة النفوذ الروسي في سوريا.

كل هذه التحركات تشير إلى أن الأسد ربما يفضل الاستفادة من الدعم الروسي في المرحلة القادمة، مع الحفاظ على علاقة محسوبة مع إيران وحزب الله، مما يعكس التوازن الصعب الذي يسعى إلى تحقيقه في ظل ضغوط إقليمية ودولية متزايدة.

مقالات ذات صلة