القلق الروسي من تأثير التصعيد على نفوذها في سوريا - It's Over 9000!

القلق الروسي من تأثير التصعيد على نفوذها في سوريا


تتابع الجهات الدولية السلوك الإيراني عن كثب منذ عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران أواخر يوليو الماضي. جاءت هذه المتابعة نتيجة تعهد إيران بالرد على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف أحد ضيوفها وقتله، مما أثار القلق بشأن التصعيد المحتمل في المنطقة.

أسباب الترقب الدولي

يرتبط الترقب الدولي للرد الإيراني برغبة الفاعلين الدوليين، خاصة روسيا، في منع التصعيد من التفاقم إلى حد يضر بمصالحهم ونفوذهم في الشرق الأوسط. تعود هذه المخاوف إلى احتمال أن تقوم إيران بإقحام سوريا في أي تصعيد، وهو ما بدأت تظهر بوادره عبر دعم إيراني لهجوم شنته قوات عشائرية ضد مناطق النفوذ الأميركي في شرق سوريا.

التحركات الروسية: ضبط التصعيد

في إطار جهودها للحفاظ على دورها في ضبط التصعيد، أجرت روسيا تحركات دبلوماسية مكثفة منذ بداية أغسطس الجاري. ووفقاً لمصادر خاصة، عقد وفد أمني روسي لقاءات مع قيادة حزب الله اللبناني بهدف جس نبض الحزب ومعرفة خطواته المستقبلية، خاصة بعد تهديد زعيم الحزب باستهداف الداخل الإسرائيلي كرد على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر.

تشير المصادر أيضاً إلى أن تحركات الفصائل العراقية وحزب الله في جنوب سوريا زادت من القلق الروسي بشأن احتمال تصاعد النزاع في الأراضي السورية. وأدت هذه المخاوف إلى تكليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعضو مجلس الأمن القومي سيرجي شويغو بإجراء اتصالات مع الجانب الإيراني والنظام السوري، بهدف تحييد سوريا عن التصعيد المرتقب.

مخاوف روسية ونصائح لبشار الأسد

عبّر شويغو خلال زيارته إلى طهران عن مخاوف روسيا من أن يؤدي التصعيد إلى استهداف النظام السوري من قبل واشنطن وإسرائيل. ولتحقيق هذا الهدف، وجه بوتين نصائح للرئيس السوري بشار الأسد، تضمنت ضرورة الابتعاد عن إيران والانفتاح على تركيا، التي تبحث عن تطمينات بخصوص أمنها القومي.

وفي سياق آخر، تركز روسيا حالياً على مناقشة ملف الأكراد مع الجانب التركي، باعتباره أولوية لأنقرة. هذه الجهود تهدف إلى تحقيق تفاهمات تمنع إعادة التصعيد في الساحة السورية، خاصة في ظل التركيز الروسي الحالي على الحرب مع أوكرانيا.

 رؤية روسية لمستقبل التصعيد

يبدو أن روسيا تخشى من أن يؤدي التصعيد في سوريا إلى تغييرات في خريطة السيطرة تضر بنفوذها في المنطقة. لذلك، تسعى موسكو إلى تهدئة الوضع عبر التواصل مع كافة الأطراف المعنية، لضمان بقاء سوريا خارج دائرة الصراع المحتمل بين إيران وإسرائيل، وتجنب استفزاز الولايات المتحدة ودفعها إلى رد فعل قد يكون مكلفاً لكافة الأطراف.

المصدر : تلفزيون سوريا





مقالات ذات صلة