قدم الفريق المكلّف برصد أنشطة تنظيم "داعش" وما يرتبط به من أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات، تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي جاء فيه أن تنظيم داعش زاد من وتيرة عملياته في الأراضي السورية، منذ كانون الثاني الفائت، مقارنة بوتيرة أقل للعمليات في العراق حيث ألحق أضرارا مادية وخسائر في الأرواح بشكل محدود. ويتراوح إجمالي قوام التنظيم حاليا في كلا البلدين بين 1500-3000 مقاتل، إذ لا يزال يواجه خسائر في ساحة المعركة وحالات الفرار وتحديات في مجال التجنيد. كما استفاد التنظيم من النزاعات الإقليمية وتراجع بعض جهود مكافحة الإرهاب لتوسيع نطاق عملياته وزرع خلايا نائمة في الدول المجاورة. وأشارت بعض الدول الأعضاء إلى أن تنظيم داعش استغل النزاع في إسرائيل وغزة من خلال استخدام الحيلة؛ فقد قام بتجنيد أفراد غير تابعين له عبر الإنترنت واستغلالهم لتنفيذ هجمات دون أي إشارة إلى تنظيم داعش. وألقي القبض على بعض هؤلاء الأفراد في بلد مجاور لمنطقة النزاع الرئيسية. وتواصل قيادة تنظيم داعش الأم تطوير هيكلها الأفقي لصنع القرار. ولا تزال معظم القيادات العليا لتنظيم داعش موجودة في سوريا. وفي الوقت الراهن، أصبح لدى الإدارة العامة لولايات التنظيم خمسة مكاتب إقليمية وظيفية رئيسية وهي المحرك الرئيسي للتنظيم، في حين تلاحظ العديد من الدول الأعضاء أن الهيئة المفوضة لا تزال تنظر في النسب والمؤهلات الأخرى قبل تعيين "الخليفة". وتتباين وجهات نظر الدول الأعضاء بشأن هوية زعيم تنظيم داعش، أبو حفص الهاشمي القرشي. ومن بين المرشحين المحتملين، تم التعرف على كل من عبد الله مكي مصلح الرافعي (عراقي الجنسية معروف باسم أبو خديجة، رئيس مكتبي العراق وسوريا) وعبد القادر مؤمن (صومالي الجنسية، رئيس مكتب الكرار في الصومال)، وذلك بسبب مكانتهما الرئيسية في الإدارة العامة للولايات والتوجيه العام لتنظيم داعش. كما أشير أيضا إلى أفراد آخرين كمرشحين محتملين، منهم أحمد حامد حسين العيثاوي (عراقي الجنسية المعروف باسم أبو مسلم، وكذلك باسم أبو حفص، نائب زعيم تنظيم داعش في العراق). ورأت بعض الدول الأعضاء أنه من الممكن أن يتحول تنظيم داعش إلى اختيار زعيم من أصل أفريقي استناداً إلى القدرة على التكيف والتطورات العملياتية وضرورة تمكين قادة التنظيم المنحدرين من أفريقيا، وفي المقابل اعترضت دول أخرى على إمكانية وجود قائد رئيسي من خارج المنطقة العراقية- السورية، مؤكدة على أهميتها الاستراتيجية والأيديولوجية والمنصبان الأبرز في تنظيم داعش هما الخليفة ورئيس الإدارة العامة للولايات، ويمكن للمرشحين المذكورين أعلاه أن يشغلوا أيا منهما.
شهد شهر آذار أحد أعلى مستويات العنف في صحراء المنطقة الوسطى، أي منطقة البادية، منذ سقوط "الخلافة"، وتم بعد ذلك احتواء النشاط جزئياً من خلال تكثيف عمليات مكافحة الإرهاب التي تنفذها قوات النظام السوري والقوات المتحالفة معها. وتعزو الدول الأعضاء الارتفاع المؤقت في هجمات تنظيم داعش إلى تحول الضغط الممارس في إطار مكافحة الإرهاب بسبب النزاعات الإقليمية واستمرار التوترات بين "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" والعشائر الشرقية. وعزز التنظيم شبكاته في البادية متحركاً في خلايا مكونة من 10- 15 من المقاتلين وهجمات تنظيم داعش هي في معظمها غير معقدة وتستهدف المواقع العسكرية للنظام حول السخنة وتدمر في محافظة حمص والرصافة في محافظة الرقة وكذلك المدنيين مثل الرعاة وعمال جني الكمأة. في الشرق السوري، يواصل التنظيم شن هجمات باستخدام أساليب الكر والفر في ريف محافظتي دير الزور والحسكة، ويشمل ذلك محاولات إطلاق سراح عناصر تابعة له من مراكز الاحتجاز. وفي نيسان، أسفرت عملية نفذت في إطار مكافحة الإرهاب بالقرب من سجن الصناعة عن القبض على 40 من أعضاء تنظيم داعش واستمرت عمليات قوات سوريا الديمقراطية بدعم من القوات المتحالفة معها في استهداف الميسرين اللوجستيين الرئيسيين لتنظيم داعش، مثل محمد عطية المعروف باسم أبو محمود في 14 كانون ثاني. أما في الجنوب (درعا والسويداء)، فيلزم التنظيم وضعاً ساكناً بعيداً عن الأنظار، لكنه لا يزال يشكل تهديداً يمكن أن يتجاوز الحدود.